8.3.08

في الممنوع 25/5/2006

ما قاله وزير الكهرباء المهندس حسن يونس، من استحالة تثبيت أسعار الكهرباء، وأن ثباتها إلي ما لا نهاية، أمر غير متصور.. هو كلام معقول بعد أن وصل دعم المنتجات البترولية وحدها إلي ٤٠ ألف مليون جنيه سنوياً، كما تقول الحكومة في بياناتها

وهو علي العكس تماماً من تصريحات أخري، خرجت علي لسان وزراء آخرين، تقول بأن الدعم باقٍ ولن يمسه أحد.. في حين أن الجميع يعرف أن سياسة حكومة الدكتور أحمد نظيف، هي إلغاء الدعم أو ترشيده، أو حسب المصطلح الجديد: وصوله إلي مستحقيه.

وتباع الشريحة الأولي من استهلاك الكهرباء بخمسة قروش للكيلووات.. في حين أن تكلفتها الفعلية - كما يقول د. حسن يونس - تبلغ ١٧ قرشاً.. ومعني ذلك أن الحكومة تفكر في تثبيت السعر بالنسبة لغير القادرين.. وزيادته بالنسبة للقادرين.. وأن هذه الزيادة ستكون بنسبة تصل إلي ٣٥٠%، فمن الذي يستطيع تحمل هذه الزيادة في أسعار الكهرباء مرة واحدة.. فضلاً عن الزيادة في أسعار السلع والمنتجات الأخري، التي يشملها الدعم؟!

فالطاقة ليست استثناء بالنسبة لتفكير الحكومة في ترشيد الدعم، أو وصوله إلي مستحقيه كما تقول.. وما تفكر فيه الحكومة بالنسبة للطاقة، هو نفس تفكيرها بالنسبة للسلع الأخري، أي أننا في المرحلة القادمة سنشهد زيادات كبيرة في أسعار الكثير من السلع والخدمات، تحت دعوي أو مسمي وصول الدعم إلي مستحقيه.

ودائماً كنا نسأل: من هو الشخص أو الفئة التي تستحق الدعم.. لكي يكون مقصوراً عليها، وتخرج الفئات القادرة من دائرة المستفيدين من الدعم، الذي يتضاعف سنوياً وبلغ ٦٠ ألف مليون جنيه كما تقول الحكومة؟!
في تقديري أن السؤال بهذه الطريقة التي اعتدنا عليها خطأ.. وأن طرحه بهذا الشكل، لن يوصلنا إلي التفرقة ما بين الفئات القادرة وغير القادرة، التي لا تستحق الدعم

والسؤال الصحيح من وجهة نظري، هو أن نعرف أو نحدد ما هي الفئات القادرة في المجتمع، لأننا سنكتشف أن أكثر من ٩٠% من المجتمع المصري، وربما ٩٥% منه فئات غير قادرة، التي تستحق الدعم وتستحق معه زكاة رمضان.. ويتبقي في النهاية نسبة تقل عن ١٠% من المجتمع، هي التي يمكن تسميتها بالفئات القادرة، التي يمكن رفع الدعم عنها

حذار من الاقتراب من الفئات المهمشة والفقيرة.. فهي وصلت إلي القاع.. وما تحت القاع سيخرج منه بركان غضب.. سيتهاوي أمامه كل برامج وخطط الحكومة في تنفيذ برنامج الرئيس حسني مبارك الانتخابي، علي مدي السنوات الست القادمة، التي أوشكت السنة الأولي منها علي الانتهاء

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster