3.4.08

في الممنوع 1/1/2007


بالتأكيد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ليس علامة في طريق الديمقراطية في العراق ، كما قال الرئيس الأمريكي جورج بوش ، فلا علاقة للديمقراطية في العراق بهذه التمثيلية الأمريكية، التي أراد بها الرئيس بوش أن يرفع قليلا من أسهمه بين الرأي العام الأمريكي التي هبطت في بورصة السياسة الأمريكية

بل المتوقع أن تزداد عمليات العنف والقتل وتتساقط الدماء في مدن وشوارع العراق بعد عملية الإعدام ، فهل هذا يقود العراق إلي مزيد من الديمقراطية، كما قال بوش؟

لكن ما الرسالة من وراء إعدام صدام حسين؟!
هناك أكثر من رسالة

١ - إلي الداخل العراقي: وهو دفع العراق إلي مزيد من الفوضي بعد الخسائر التي تلحق بقوات الاحتلال الأمريكي يوميا، وإعلان تصفية حزب البعث العراقي ، فالرمز قد سقط وأعدم، وهذا سيكون مصير كل بعثي أو كل عراقي يعارض الوجود الأمريكي في العراق

٢ -العراق بلا سيادة وبلا سلطة شرعية، وأن السلطة بالكامل في أيدي قوات الاحتلال الأمريكي، وأنها لا تحترم قانوناً أو حقوقاً، وأن الأخلاق الأمريكية سقطت مع إعدام صدام

٣ - إرهاب أي قائد أو سياسي في العالم العربي يحاول الوقوف في وجه السياسات الأمريكية، وأن هذا سيكون مصير أي قائد عربي يعارض الولايات المتحدة الأمريكية، وأن علي الجميع أن يرضخ وينبطح، وأن يكون عميلا مباشرا أو بالوساطة

٤ - باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وإسرائيل وعدد قليل آخر من دول العالم فقد شجبت غالبية دول العالم، خاصة الاتحاد الأوروبي، إعدام صدام حسين

وفي عالمنا العربي، التزمت غالبية العواصم العربية الصمت ولم تعلق إما فرحا وإما خوفا، إلا ليبيا فقد أعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام، ومصر أبدت أسفها علي سوء التوقيت

٥ - التوقيت جاء مفاجئا وغير متوقع، فتنفيذ الإعدام تم في اليوم الأول لعيد الأضحي المبارك، ولا أعتقد أنه مقصود في حد ذاته، لكن تنفيذ الإعدام في هذا اليوم أذي مشاعر غالبية المسلمين، بغض النظر عن موقفهم من صدام معه أو ضده، سواء كان علي حق أو علي باطل

فقد تحول صدام إلي ضحية عيد الأضحي، وإلي شهيد في رأي الكثيرين في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي، وهو لا يستحق أبدا هذه المكانة،
فالجرائم التي ارتكبها في حق العراقيين تدخله مزبلة التاريخ، لكن ظروف محاكمته غير العادلة وغير النزيهة والفوضي والخراب والقتل التي تسبب فيها الاحتلال الأمريكي للعراق، جعلت الكثيرين يترحمون علي أيام صدام حسين

وأيا كانت الرسالة من وراء إعدام صدام ، وأيا كانت مشاعرنا، فالسؤال: وماذا بعد؟ أي ما مدي تأثير عملية الإعدام علي الشارع العراقي وعلي مستقبل العراق؟

كل التوقعات تقول: إن العراق سيشهد مزيدا من العنف، ومزيدا من القتل وإراقة الدماء، وأن إعدام صدام يشفي غليل الرئيس الأمريكي جورج بوش ، الذي تعامل مع الموقف وكأن هناك ثأرا شخصيا بينهما أو بين صدام وجورج بوش الأب ، وأراد بوش الابن أن ينتقم لوالده. وفي الغالب هذا هو السبب وراء التعجيل بإعدام صدام. ب



0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster