4.4.08

في الممنوع 13/1/2007


التصريحات التي أدلي بها الرئيس حسني مبارك إلي الأستاذ مصطفي بكري، رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع»، هي كلام في السياسة، وتنطلق من رؤية حزبية بوصف الرئيس، رئيسا للحزب الوطني الحاكم، وليس بوصفه رئيسا للجمهورية، لأنه إذا كان تيار الإخوان المسلمين، حقيقة خطرا علي أمن مصر، فالسؤال: كيف يسمح بوصفه ،رئيسا للجمهورية والقائد الأعلي للقوات المسلحة والرئيس الأعلي للشرطة ورئيس السلطة التنفيذية، بوجود هذا الخطر؟ وكيف سمح بتعريض أمن البلاد لاستفحال وكبر حجم هذا التيار؟ وكيف سمح بصعود ٨٨ نائبا منه إلي البرلمان؟

عندما يقول رئيس الحزب الوطني، إن صعود هذا التيار يتسبب في هروب المستثمرين وتزايد البطالة، وفرض العزلة علي مصر، فالسؤال الذي يطرحه أي مواطن مصري: لقد عرفنا البطالة وهروب المستثمرين وضعف دور مصر الخارجي في ظل حكومات الحزب الوطني، وليس في ظل تيار الإخوان.. لأن الإخوان لم يصلوا بعد إلي الحكم، فكيف نحاسبهم قبل أن يصلوا إلي السلطة؟

هو كلام سياسي إذن.. والكلام في السياسة يمكن الرد عليه سياسيا

يستطيع تيار الإخوان أن يقول إن الفساد استشري في ظل حكومات الحزب الوطني، وتزوير الانتخابات وتزييف إرادة الشعب قامت بهما حكومات الوطن، وأكبر تزييف هو الرغبة في إلغاء الإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات من خلال تعديل المادة ٨٨ من الدستور، وليس صحيحا كما قال رئيس الحزب الوطني، إن التعديل المنتظر سيحقق هذا الإشراف، وسيضمن نزاهة الانتخابات.. فقد أثبتت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أن اللجان الانتخابية، التي كانت تحت إشراف قضائي كامل، أكثر نزاهة وشفافية وصدقا وتعبيرا عن إرادة الناخبين، من اللجان التي غاب عنها الإشراف القضائي

هذه حقيقة مؤكدة، ومن ينكرها لا يقول الصدق أو يقول كلاما في السياسة، والكلام فيها قد يكون صادقا وقد لا يكون كذلك

إن قول الرئيس مبارك إن تيار الإخوان خطر علي أمن مصر، هو رسالة للخارج، وتحديدا للولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يكون رسالة إلي الداخل، وهدفه أن يرضي الجميع ويقبل بحكم الحزب الوطني وبالنظام القائم حتي ولو كان غارقا في الفساد، ويحكم بالطوارئ ويزيف إرادة الشعب

واختلافي مع كل كلمة وردت في تصريحات الرئيس مبارك إلي صحيفة «الأسبوع»، لا يعني أنني أتفق مع أفكار ومواقف تيار الإخوان المسلمين، لقد انتقدت هذه المواقف عدة مرات، كما لا أنكر مخاوفي ومخاوف الكثيرين من المدافعين عن حق التيار الإسلامي في العمل السياسي، وضرورة دمجه في العملية السياسية.. من أن هذا التيار لم يقدم تطمينات كافية لطبيعة ممارساته السياسية اللاديمقراطية.. كما لم يجب عن بعض التساؤلات التي تحمل إجابات مراوغة أو متضاربة أحيانا حول نوع الحكم الذي يسعي إلي تطبيقه

وإذا كان تيار الإخوان يشكل خطرا علي أمن مصر.. فالحزب الوطني، ومن خلال الممارسة والتجربة، هو الأكثر خطرا علي أمن البلاد. ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster