3.4.08

في الممنوع 22/12/2006


لرئيس الوزراء اللبناني السابق الشهير رفيق الحريري تقدير خاص في قلبي.. ليس لأنه قاد مسيرة البناء والإصلاح في لبنان.. بعد توقف الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف.. الذي لعب دوراً في إبرامه.. وليس لأنني معجب به سياسياً.. ولكن لأسباب أخري غير موضوعية ولا أستطيع تحديدها.
كنت أحبه.. وأحب أن أستمع إلي كلماته وإلي تصريحاته.. وأعجب ببساطته المفرطة.

المسألة ليست أكثر من ذلك.. فهو ليس بالشخصية السياسية التي تعجبني.. لأنه دخل إلي السياسة من باب المال.. واستطاع أن يصل إلي الحكم عن طريق عشرات الملايين التي أنفقها علي دعايته الانتخابية عام ١٩٩١ وهذا هو ما فعله نجله.. سعد الحريري في انتخابات العام قبل الماضي.. فقد حققت كتلة المستقبل التي يرأسها الأغلبية في البرلمان بواسطة سلاح المال.
كما أن مسيرة الإصلاح وإعادة الإعمار التي قادها رفيق الحريري كلفت لبنان.. عشرات المليارات من الدولارات.. وبلغت ديونه ٤٠ مليار دولار يتحملها بلد صغير.. عدد سكانه ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف نسمة!
كيف؟ وبأي منطق؟ وحسب أي أولويات؟ وما حجم الفساد في فاتورة الإعمار؟
ومع ذلك.. وبالرغم من هذه الحقائق.. كنت أحب رفيق الحريري لأسباب أخري كما أوضحت.. ثم ازداد حبي له وتعاطفي مع قوي ١٤ مارس التي تتشكل منها حكومة فؤاد السنيورة بعد جريمة الاغتيال التي تعرض لها.
كنت وما أزال مع القصاص من قتلته.. ومع المحكمة الدولية للوصول إلي حقيقة جريمة اغتياله.. ومن يقف وراءها هل الرئيس اللبناني إميل لحود.. بتعليمات سورية كما يقول سعد الحريري وتقول معه قوي ١٤ مارس؟ أم إسرائيل التي لها مصلحة للوقيعة بين بيروت ودمشق.. علي قاعدة من المستفيد من الجريمة؟! هل هي سوريا أم إسرائيل؟

وإلي شهرين مضيا.. كان هذا هو موقفي.. ثم بدأ هذا الموقف يتغير تدريجياً دون إدراك مني.. إلي أن أوصلتني تصريحات سعد رفيق الحريري.. ومواقف رفاقه في جماعة ١٤ مارس.. إلي تلاشي هذا الحب لرفيق الحريري.. فكل ما يشغل هؤلاء هو القصاص من قتلة الحريري.. وأنا معهم.. ولكن ليس علي حساب لبنان.. وليس علي حساب العيش المشترك بين اللبنانيين.. وليس علي حساب وحدتهم الوطنية.

لبنان الآن يتمزق بسبب رفيق الحريري.. الذي تحول إلي قميص عثمان.. الجميع يتاجر به.. والذي يعلق عليه صراعاته ومخالفاته المشبوهة.. علي المستوي الداخلي وعلي مستوي القوي الإقليمية والدولية.. التي تتخذ من قضية الحريري.. ساحة للعب في لبنان.

لبنان أكبر من رفيق الحريري.. وأكبر من أي مسؤول لبناني راحل أو حالي.. لبنان أكبر من الجميع.. لكن للأسف البعض يضع الحريري فوق لبنان وأكبر منه وهذا لا يعني عدم القصاص من قتلته.. ولا يعني استمرار لجنة التحقيق في عملها وفي الوصول إلي الحقيقة.

لماذا لا تسقطون شماعة الحريري.. وتكشفون عن وجوهكم الكالحة وتحالفاتكم المشبوهة.. وهذا ينطبق علي جميع القوي السياسية.. وما يسمي بجماعة ١٤ مارس.. وما يسمي بجماعة الأول من كانون الأول التي تقوده المظاهرات الآن.
ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster