3.4.08

في الممنوع 23/12/2006


استمعت إلي الخبر في البداية علي شاشة التليفزيون ولم أستوعبه. كيف أن اجتماع المجلس القومي للطفولة والأمومة الذي عقد برئاسة السيدة سوزان مبارك.. ناقش كل هذه الموضوعات والقضايا.. خلال ساعة أو ساعتين أو حتي خلال خمس ساعات.. هي مدة الاجتماع

وحرصت علي متابعة وقراءة الخبر صباح اليوم التالي في الصحف اليومية.. فأكدت صحيفة «الأهرام» وبقية الصحف.. ما أذاعه التليفزيون في نشراته في اليوم السابق «الأحد الماضي».
ناقش الاجتماع.. مشروعات تعليم البنات ومحو الأمية ومناهضة ختان الإناث وحماية النشء من المخدرات وصحة المراهقين والارتقاء بالبيئة! وبالمرة ناقش الاجتماع- حسبما جاء في الأهرام- مشروعات التطوع، والمعاقين، وعمالة الأطفال، والأطفال في خطر! وفوق البيعة.. استمعت السيدة سوزان مبارك إلي استراتيجيتي تمكين الأسرة، والإرشاد الأسري

ياخلق اللّه.. كل هذه القضايا والمشاكل والمشروعات.. تمت مناقشتها والاستماع إليها.. كيف؟ اللّه أعلم!.
هذا هو ما حدث أو هذا ما أذاعه التليفزيون في نشراته الإخبارية.. وما نشرته الصحف اليومية علي مساحة خمسة أعمدة!
وحتي لو استمر الاجتماع عشر ساعات.. فهي لا تكفي لمتابعة رؤوس هذه الموضوعات والقضايا.. فكيف تم تقييم كل هذه المشروعات.. وكيف تم مناقشتها.. ثم وهذا الأهم ماهو الهدف من هذا الاجتماع.. وما الذي انتهي إليه.. وما هي القرارات أو التوصيات التي خرج بها؟

هل الهدف هو عقد الاجتماع في حد ذاته.. الاجتماع لمجرد الاجتماع؟ ثم النشر في الصحف.. طبعًا ليس لمجرد النشر! فالنشر هدفه الدعاية.. وهدفه إبراز النشاط الاجتماعي للسيدة سوزان مبارك

لكن.. ماذا بعد الإذاعة وبعد النشر وبعد الدعاية، أليس هناك من عائد؟

اجتماع يعقده المجلس القومي للطفولة والأمومة.. وبرئاسة السيدة سوزان مبارك.. وفي هذا التوقيت بالذات.. لا يناقش ظاهرة أطفال الشوارع الذين بلغ عددهم حسب إحصاءات وزارة التضامن الاجتماعي مليوني طفل.. كيف؟ وكيف وحدها لا تكفي.. فكل علامات الاستفهام لا تكفي!
لقد نشرت «الأهرام» منذ حوالي أسبوع، وكان هذا مفاجأة لي وللكثيرين، أن هناك استراتيجية وخطة ولجنة عليا تشرف عليها السيدة سوزان مبارك.. للتصدي لظاهرة أطفال الشوارع.. منذ عام ٢٠٠٣، فأين هذه الاستراتيجية؟ وأين الخطة؟ ولماذا ناقش الاجتماع الأخير كل شيء تقريبًا إلا القضية التي شغلت الرأي العام في مصر.. وهي أطفال الشوارع؟

أليس هذا يدعو إلي الدهشة والاستغراب وإلي التساؤل.. حول جدوي الكثير من الاجتماعات التي تعقد.. ولا عائد ولا طائل من ورائها.. وحول الجهد الضائع المبذول فيها.. وحول مسؤوليتنا كمؤسسات وكمجتمع في تركنا مشاكل الناس تكبر وتتفاقم.. ثم بعد ذلك نتساءل: ما الذي حدث؟ وكيف حدث؟!
هل تذكرون «الونش» الذي تمت سرقته من شارع رمسيس في عهد وزير الداخلية زكي بدر.. وتوسعت الصحف في النشر عنه.. فكان الحل كما قال زكي بدر: لا يوجد ونش! ولم يسرق شيء!
لماذا لا تقولون لنا: لا توجد استراتيجية ولا توجد خطة لأطفال الشوارع! والسيدة سوزان مبارك لم تشرف عليها وليست مسؤولة عنها. وكمان: لا يوجد شيء اسمه أطفال الشوارع في مصر

.. اكتشاف عصابة جديدة في الإسكندرية لاغتصاب الأطفال وإحراقهم. والنبي دا بلد! أم أنه بلد يستاهل الحرق

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster