3.4.08

في الممنوع 25/12/2006


عندما يعلن رئيس الحكومة في بيانه أمام البرلمان، استقلال هيئة السكك الحديدية عن الحكومة خلال خمس سنوات، دون إضافة أي أعباء علي الدولة، فهذا له معني واحد هو: خصخصة هيئة السكك الحديدية وطرحها للبيع في السوق، مع أنها ـ أي الحكومة ـ سبق أن أعلنت منذ عدة شهور أنه لا بيع لهيئة السكك الحديدية وأنها غير خاضعة لبرنامج الخصخصة.
فهل لنا أن نصدقها بعد ذلك؟

وعندما يعلن وزير الصناعة المهندس رشيد محمد رشيد، أن مصر تشتري البنزين من إسرائيل بما قيمته تقريبا ٥.٧ مليون دولار، ويستند في هذه المعلومة إلي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ثم ينفي جهاز الإحصاء ما جاء علي لسان وزير الصناعة، وينفي أن تكون هذه المعلومة قد وردت في بيانات الجهاز، ثم يرد وزير الصناعة بأنه غير مسؤول عن هذه المعلومة، وأن الذي يتحمل مسؤوليتها، هو جهاز الإحصاء الذي تراجع عن الأرقام في بياناته

هذا الخلاف وهذا الجدل الدائر علي صفحات «المصري اليوم»، ثم لا نعرف الحقيقة، التي تعرفها وزارة البترول، التي التزمت الصمت، ووقفت علي الحياد بين جهتين رسميتين، هما وزارة الصناعة وجهاز الإحصاء، وكأن الأمر لا يعنيها

فهل هذا يساعد أو يشجع المواطن علي أن يصدق الحكومة وأجهزتها؟

وعندما يقول رئيس الحكومة أمام البرلمان أيضا، إن معدل الزيادة في الأجور، وفي تحسين مستوي معيشة المواطنين من محدودي الدخل، أعلي من مستوي التضخم وارتفاع الأسعار، بينما الجميع يشتكي من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، التي لا غني عنها للأسرة، ومظاهرات العمال لا تتوقف بسبب غلاء الأسعار وانخفاض مستوي المعيشة وعدم قدرة المرتبات علي مواجهة التضخم وارتفاع الأسعار

فهل لنا أن نصدق الحكومة؟

قد تكون حكومة أحمد نظيف هي أفضل حكومة للحزب الوطني، وقد تكون قدرتها علي الإنجاز أعلي من الحكومات السابقة عليها، وقد يكون حكمنا عليها خاطئا أو متسرعا، أو أنها تحتاج إلي مزيد من الوقت لإجراء مزيد من التجارب علينا.. حتي نصدر حكما سليما عليها، سواء معها أو ضدها، لكن عندما لا تقول لنا الحكومة الحقيقة في معالجتها مشاكل هيئة السكك الحديدية، فهي مرة تنفي خصخصة الهيئة ومرة أخري تعلن خصخصتها خلال خمس سنوات، ثم لا تقول لنا الحكومة الحقيقة في مسألة شراء البنزين من إسرائيل، ثم لا تقولها في ارتفاع نسبة تضخم الأسعار مقارنة بزيادة الأجور، فهل للمواطن أن يصدقها ويتجاوب معها ويساعدها علي تنفيذ برامجها الإصلاحية؟

إن جهود أي حكومة دون تجاوب المواطنين معها، لن يكتب لها النجاح، وهذا التجاوب لكي يحدث لابد أن يصدقوها.. ولكي يصدقوها لابد أن تقول لهم الحقيقة.. فهل هي تقول لهم الحقيقة؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster