3.4.08

في الممنوع 26/12/2006


في نهاية كل عام تشغل الصحف نفسها بالبحث عن شخصية العام.. سواء علي المستوي المحلي أو علي المستوي العالمي.. مع رصد لأهم الأحداث التي جرت علي مدار السنة.

وأرشح «التوربيني» شخصية عام ٢٠٠٦ علي المستوي المحلي.. ليس فقط لأن قضيته شغلت الرأي العام المصري وكان حديث كل بيت في مصر.. ولكن لأنه يلخص لنا.. كيف نفكر وكيف نعيش؟

لو نظرنا إلي حياتنا السياسية.. سنجدها تسير علي طريقة «التوربيني»، بلا هدف، وبلا رؤية، وبلا معني، وتدور في حلقة مفرغة.. وكلها عبث في عبث..
ستجد بعضا من ملامح «التوربيني» علي وجوه بعض السادة من رجال السياسة: البلاهة والاستهبال والاستعباط.. والعشوائية في طريقة التفكير.. والإجرام والبلطجة في إخراج سيناريو الإصلاح أو ما يسمونه إصلاحا.. باسم الأغلبية.

التوربيني هو الابن الشرعي لهذا الإصلاح أو «اللا إصلاح».. الذي فرخ لنا العنف والإرهاب والعشوائية، وزيادة الفقراء فقراً.. وأطفال الشوارع.. وكل الأمراض التي نعرفها، والتي ستظهر فيما بعد.. بعضها صحي وبعضها

اجتماعي وبعضها اقتصادي.. ثم الآفة الكبري وهي الفساد.
التوربيني والفساد هما وجهان لعملة واحدة.. فلا عجب ولا استغراب من أن يكون التوربيني هو الوريث الشرعي لعرش الحزب الوطني وسياساته.. وهو عن جدارة يستحق شخصية العام.. وإذا استمرت هذه السياسات وهذا النهج في الإصلاح..
فمن المرجح أن يواصل التوربيني تألقه وتفرده في الأعوام المقبلة.
التوربيني ليس صناعة أجنبية وليس سلعة مستوردة.. بل هو ابن هذه التربة وابن هذه السياسات وصناعة محلية مائة في المائة.. شارك في إنتاجها، وبلا فخر، حكومات الحزب الوطني علي امتداد عمره.

وإذا دققنا النظر في جميع أمور حياتنا.. سنجد التوربيني ظاهراً فيها.. من عنف وبلطجة وعشوائية وتخلف.. بل هو نتاج طبيعي لسياسات تعليم متخلفة.. لا تزال تعلن تمسكها بمجانية التعليم، مع أن الجميع يعرف أنه لا وجود لهذه المجانية في الواقع.. وهو نتاج أمراض تكالبت علي أجساد المصريين، نتيجة الإهمال والفساد وتلوث البيئة، وتخلي الدولة تدريجياً عن دورها في تحمل مسؤولياتها..

بل التوربيني.. له علاقة بضعف وتراجع دور مصر الخارجي.. فالسياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية في الدولة.. وأي إصلاح خارجي يبدأ من الداخل.

ولهذا لا يستحق التوربيني منا اللعنة.. ولا أن نحاكمه ولا أن نطلب من عشماوي أن يلف حبل المشنقة حول رقبته.. لأنه واحد منا.. وهو يستحق الشكر، لأنه نبهنا إلي الحال الذي وصلنا إليه.. وكشف عيوبنا وعجزنا وضعفنا وهواننا وفسادنا.

التوربيني يستحق أن نكرمه وأن ندعو له بالشفاء.. ففي شفائه شفاء لنا.. وفي صلاحه صلاح لنا.. لأننا والتوربيني شيء واحد.. جزء من كل.. ولا صلاح لنا إلا بصلاح الحزب الحاكم.. أو برحيله وحتي ذلك الحين.. فالتوربيني هو شخصية هذا العام وكل عام.

.. توضيح: الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق عاتب علي.. لأنني قارنت بينه وبين رئيس الوزراء الحالي الدكتور أحمد نظيف في قدرة كل منهما علي حفظ الأرقام.. ولأنني تساءلت عن صحة الأرقام في عهدهما. قال الدكتور الجنزوري إن كل كلمة قالها وكل رقم ورد علي لسانه.. كان هو الحقيقة.. وأنه لم يعرف غير الصدق.
ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster