3.4.08

في الممنوع 27/12/2006


سنردد مع الدكتور عبدالمنعم سعيد: نعم «الدولة حبيبتي» ونعم للدولة المدنية.. ولا للفوضي ولا للعنف.

إذا وضعت الدولة في مقابل العنف والفوضي فنعم للدولة.. فالمقارنة أصلاً لا تجوز والسؤال يجب ألا يطرح من الأساس.. ومن يفضل الفوضي أو يسع إليها علي حساب الدولة أو كبديل لها فهو شخص معتوه أو مريض.. وهذا خارج أي حساب.

لا أحد يوافق علي نموذج العراق، حتي ولو كان الاحتلال الأمريكي هو المتسبب في هذه الفوضي الجارية الآن في كل شبر من أرض العراق.. فإذا لم تكن أرض العراق وتياراته السياسية والعقائدية والمذهبية مهيأة لقبول هذه الفوضي والاستجابة لها.. لما كان في استطاعة الاحتلال الأمريكي أن يزرع بذور الفتنة بين العراقيين.. فالفتنة كانت قائمة بالفعل علي أرض العراق، والاحتلال الأمريكي لا يتحمل وحده مسؤولية ما جري، فالعراقيون يتحملون المسؤولية الكبري.

كما أنه لا أحد يوافق علي نموذج الصومال والحرب الأهلية الدائرة هناك، ولا أحد يحب أن يتحول لبنان أو السودان إلي عراق أو صومال آخر.
هذا أمر محسوم، ويجب ألا يكون نقطة خلاف.. لكن السؤال: عن أي دولة يتحدث الدكتور عبدالمنعم سعيد؟ وأي دولة التي نريدها ونحافظ عليها بعيوننا وندافع عنها بأرواحنا؟

إنها الدولة التي تراعي حقوق المواطنة وتحترم حقوق الإنسان وتعود خيراتها إلي أبنائها وليس إلي قلة فاسدة ومنحرفة.
والدولة سواء أكانت عادلة أم ظالمة.. نظيفة أم فاسدة.. فهي بخلاف نظام الحكم وبخلاف الحكومة القائمة فيها.
الدولة شيء.. وكل من نظام الحكم والحكومة شيء آخر.

الدولة يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها.. وهي هنا مرادف للوطن أو هي الوطن نفسه.. بينما الحكومة إذا كانت فاسدة فيجب تغييرها بكل الوسائل المشروعة والديمقراطية بما فيها النزول إلي الشارع والخروج في المظاهرات، والدعوة إلي الإضراب العام والعصيان المدني.. حتي تسقط هذه الحكومة إذا لم يكن متاحاً أو مطروحاً سقوطها من خلال الانتخابات.. لأنها لم تأت من خلال صندوق الانتخاب والشعب لم يخترها.. بل الحاكم الفرد هو الذي اختارها ولذلك فهي تدين له بالولاء ولا يهمها الشعب في شيء.
وما ينطبق علي الحكومة ينطبق كذلك علي نظام الحكم.. فمن المشروع إسقاطه بنفس الوسائل إذا لم يكن من الممكن إصلاحه، أو كان رافضاً لهذا الإصلاح.

وإسقاط الحكومة أو نظام الحكم بالوسائل المشروعة والديمقراطية، البعيدة عن العنف لا يعني الفوضي، ولا يعني تقويض دعائم الدولة أو الدعوة إلي هدمها والانقضاض عليها، فالدولة شيء.. وكل من الحكومة ونظام الحكم شيء آخر.. لذا لزم التنويه.
ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster