3.4.08

في الممنوع 28/12/2006


في كلمته إلي الشعب، دعا الرئيس حسني مبارك إلي فتح حوار واسع، تشارك فيه قوي المجتمع بجميع تياراتها ومؤسساتها، حول التعديلات الدستورية التي طرحها بصفته رئيساً للحزب الوطني

وتلقف وزير الإعلام أنس الفقي الدعوة، وأعد حملة تشارك فيها جميع وسائل الإعلام تستمر ثلاثة شهور، قبل إقرار تلك التعديلات في مجلس الشعب علي نهاية شهر أبريل المقبل.
ودعوة الرئيس وحملة الوزير لكي تؤتي ثمارها، لابد أن يسبق الحوار حول التعديلات الدستورية، حوار آخر بين القوي والتيارات السياسية حول عدد من القضايا المحورية، التي بدون التوصل إلي توافق حولها، فأي حديث عن التعديلات الدستورية وحتي بعد إقرارها، لن يحقق الهدف منه، وستتحول تلك النصوص الدستورية الجديدة إلي مجرد مواد تحمل أرقاماً لكنها بلا مضمون، هي مجرد كلمات إنشائية لا وجود فعلياً لها علي أرض الواقع

مثلاً ما فائدة إدخال تعديل جديد علي المادة ٧٦ من الدستور يتيح للأحزاب السياسية مشاركة أوسع في الترشيح علي منصب رئيس الجمهورية، بينما الحزب الحاكم لا يؤمن بحق تداول السلطة بين الأحزاب والقوي السياسية، الذي هو أساس وصلب العملية الديمقراطية، فبدون تداول السلطة، لا وجود للديمقراطية، وأي حديث عنها هو خداع ووهم و«لعب تلات ورقات».
هذه قضية لابد من حسمها، ومن أن يصل الحزب الحاكم وقياداته ويرسل من التطمينات إلي قوي المجتمع بأنه لن يحتكر العمل السياسي لحسابه، وأن التعديلات الدستورية ليست مجرد نصوص للزهو بها، والادعاء بأننا نملك دستوراً ديمقراطياً، لكن هذه النصوص لن تطبق علي أرض الواقع.

قضية العنف الدائر في المجتمع، سواء من جانب الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة وأجهزة الأمن، أو من جانب بعض القوي الأخري، خاصة علي ضوء أحداث جامعة الأزهر الأخيرة، واتهام جماعة الإخوان بتدبيرها.

قضية ثالثة لا تقل أهمية، تتعلق بشكل نظام الحكم الذي نريده في المستقبل القريب والبعيد، علي أساس أن إدخال تعديلات كبيرة علي نظام الحكم يحتاج إلي بعض الوقت، طالما ارتضينا الديمقراطية كوسيلة للتغيير، وليس العنف أو الانقلابات العسكرية

ما نظام الحكم الذي نريده ونبحث عنه، أعتقد أن هذه قضية كبيرة، تحتاج إلي نقاش وحوار واسع من قوي المجتمع، قبل إقرار أو حتي الحديث عن أي تعديلات دستورية

الحوار حول تلك القضايا الأساسية له الأولوية الأولي، وهو يسبق أي حوار أو حديث آخر، هذا إذا أردنا فعلاً الإصلاح، وإذا كانت دعوتنا خالصة لوجه الله والشعب، وإذا أردنا أن تكون هذه الخطوة إلي الأمام وليس في «فراغ»، كالفراغ الذي عشنا فيه علي مدي العشرين عاماً الأخيرة.. فهل تدرك الأحزاب السياسية وقوي المجتمع المشاركة في دعوة الرئيس مبارك وفي حملة وزير الإعلام، إذا لم يدركها الحزب الوطني؟ وحتي لا يتحول الحوار إلي «فخ» جديد، كغيره من الأفخاخ التي سبقته والتي نصبها الحزب الوطني لها. ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster