3.4.08

في الممنوع 3/1/2007

كل عام يمر نصفه بأنه الأسوأ، ونصب عليه اللعنات ونودعه غير مأسوف عليه.. ونستعرض شريط الأحداث فإذ هو مملوء بالمشاكل والأزمات علي المستوي الشخصي وعلي المستوي العام.. ولا نكاد نتذكر فيه أحداثاً مفرحة.. وكأننا نمر من سيئ إلي أسوأ.. عاماً بعد عام.. ولنا أن نتصور حجم السوء أو مساحته علي امتداد عشر سنوات أو عشرين سنة ماضية.. ومع ذلك فنحن حين نودع عاماً فليس أمامنا سوي أن نستقبل العام الجديد بالتفاؤل وبالحب وبالأمل في أن يكون أفضل من العام الذي مضي.. وفي داخلنا شك في أن يتحقق هذا الأمل.. فهو كالحلم يراودنا دون أن نراه ويرانا.. ثم يتبخر أمام أعيننا كالسراب

ونأمل من العام الجديد أن يترفق بنا وأن يكون رحيماً علي المصريين.. فالأزمات تنزل كالصاعقة علي أم رؤوسنا، والمشاكل تطاردنا وتلاحقنا دون حول منا ولا قوة.. ولا من حكومات الحزب الوطني.. التي تقف متعجبة ومتسائلة.. وهي تمصمص شفتيها.. وكأنها ليست هي المسؤولة والمتسببة في المشاكل التي يعاني منها المواطن المصري

وآخر ما تفتق عليه تفكير قيادات الحزب الوطني وأمانة سياساته.. أن الحكومة عاجزة هي الأخري عن حل المشكلات.. وعن توفير الخدمات وتدبير احتياجات المواطن المصري.. وأن علي المواطن أن يترفق بالحكومة ولا يطلب منها ولا يطالبها.. بما هي غير قادرة علي الوفاء به

وتشمل فاتورة «الوفاء» احتياجات أساسية.. كالمسكن والوظيفة والعلاج.. إلخ.
وبالرغم من قتامة الصورة وغياب الرؤية إلي المستقبل.. فإنك يا مواطن مطالب بألا تفقد الأمل.. وألا يعرف اليأس طريقاً إلي قلبك.. وأن تتفاءل.. وكأن التفاؤل سلعة تُباع في الصيدليات.. فما عليك سوي أن تذهب إلي الصيدلية وتطلب جرعة ٥سم تفاؤل.. تأخذها في الوريد.. ويمكنك بها أن تيسر أمورك بضعة أيام أو أسابيع.. ثم تضحك علي نفسك.. وتذهب إلي الصيدلية للحصول علي جرعة أخري.. وهكذا، حتي يوشك العام علي الانتهاء.. لكي نلعنه ونصفه بأنه أسوأ من العام الذي سبقه.. ثم ندخل لعبة التفاؤل من جديد.. طالما نحن محكومين بسياسات فاشلة.. وبحزب حاكم لم يسمع بعد عن تداول السلطة.. ويسمع «طشاش» عن الديمقراطية.. لكنه يفعل كل ما يمكنه فعله من أجل تعطيل مسيرتها.. باسم الديمقراطية والإصلاح السياسي والدستوري

كل المطلوب من حكومة الحزب الوطني أن توفر للشعب المصري جرعات الأمل والتفاؤل في الصيدليات بكميات كبيرة.. حتي يجدها المواطن عندما يحتاجها.. وبأسعار تتناسب مع مستوي دخله.. لكي تتمكن الغالبية من الحصول عليه.. حتي تدمنه! وقد تفكر أمانة السياسات في توفيره في المقاهي، لكي ينافس الطلب علي الشاي والقهوة والينسون.. وينادي صبي القهوجي: واحد «تفاؤل» وصلحه

.. وعجبي.

1 comments:

أفندينا said...

التعليق بالعربي يعمل يا عماد ... ؟

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster