4.4.08

في الممنوع 6/1/2007



مثلما استهانت الولايات المتحدة الأمريكية بمشاعر العرب والمسلمين وارتكبت حماقة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في أول أيام عيد الأضحي، بالمخالفة للأعراف والقوانين والأخلاق، استهانت إسرائيل بمصر ورئيس مصر وارتكبت حماقة القيام بعملية عسكرية واسعة في ثلاث مدن فلسطينية، هي «رام الله والبيرة وبيت لحم»، قبل ساعتين فقط من لقاء الرئيس مبارك برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مدينة شرم الشيخ

ففي الوقت الذي جلس فيه أولمرت مع رئيس مصر، كانت الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية قد أوشكت علي الانتهاء من شن هجومها علي الفلسطينيين، في استهانة واضحة بقدر مصر ومكانتها

الرسالة كانت واضحة، فلا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حليفتها إسرائيل، تعبآن بردود الفعل العربية، ولا تعملان أي حساب لمصر وللعرب وتتصرفان علي أن العرب بمن فيهم الكبيرة مصر، ليس من حقهم الاعتراض أو الاحتجاج علي القرارات والتصرفات الأمريكية والإسرائيلية، وأنهما في كل من واشنطن وتل أبيب صاحبتا القرار في المنطقة، تعربدان فيها كما يحلو لهما، وكل ذلك لحساب إسرائيل وسياساتها العدوانية وخدمة أطماعها في المنطقة

والمثير للضحك حتي البكاء هو التصريحات التي أدلي بها المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، والتي أُذيعت في نشرة الساعة السادسة مساء علي شاشة القناة الأولي، فلقاء مبارك - أولمرت، استهدف كما قال السفير سليمان عواد

١- تثبيت الهدنة في غزة

٢- مد تثبيت الهدنة في مدن الضفة الغربية

٣- العودة إلي طاولة المفاوضات وتحريك عملية السلام

أدلي السفير عواد بهذه التصريحات في الوقت الذي كانت الدبابات والآليات الإسرائيلية تدك المدن الفلسطينية، مما أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة العشرات

وحسناً ما فعلته مصر بعد تصريحات المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المضحكة، من إدانة إسرائيل وعمليتها العسكرية، وإن كانت هذه الإدانة في رأي الكثيرين غير كافية، والاعتذار الذي قدمه إيهود أولمرت في المؤتمر الصحفي مع الرئيس مبارك، هو أقبح من ذنب، لأنه برر فيه العملية العسكرية، وتوقع البعض أن تطلب مصر إلغاء الزيارة في اللحظة الأخيرة، وأن تعتذر عن استقبال أولمرت، أو أن يصدر عن مصر رد فعل أعنف مثل التهديد بوقف جهودها من أجل السلام، وتحميل الجانب الإسرائيلي المسؤولية في فشل جهود السلام حتي الآن

لكن للأسف هذا هو قدر مصر، وهذه هي مكانتها، وهذا هو الضعف الذي لحق بدورها الخارجي يتجلي في أبرز صورة، لأسباب خارجية تتعلق بظروف المجتمع الدولي، ليس لها علاقة بها، ولأسباب أخري داخلية هي المسؤولة عنها. ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster