4.4.08

في الممنوع 8/1/2007


تساءل الدكتور زاهي حواس، رئيس هيئة الآثار، في مقال له نشره في صحيفة «الأهرام» في ٣٠ ديسمبر الماضي، عن سبب الضجة حول مفاعل الضبعة النووي.. واتهم بعض العاملين في كل من وزارة الكهرباء وهيئة الآثار بالوقوف وراء هذا الصخب وتلك الشائعات..
أما هدفهم فهو، في رأي د. حواس، إحداث الوقيعة بين قيادات تلك الجهتين واتهامات كما نري مرسلة، ولم يقل لنا د. حواس ما هي دوافع هؤلاء الموظفين وما هي الفائدة التي ستعود عليهم من وراء ذلك؟

والحقيقة الغائبة عن الدكتور حواس هي أن تصريحاته المتناقضة والمتعارضة ساهمت بشكل أساسي في إحداث هذه الضجة، وفي طرح العديد من التساؤلات وحيث لا يدري د. حواس، فقد أكد العديد من تلك الشائعات في مقاله، وهو الذي احتوي هو الآخر علي العديد من المغالطات والأخطاء.

يتحدث د. حواس عن موقع الضبعة علي أنه تل الضبعة، عاصمة مصر في عهد رمسيس الثاني، وفي عهد الهكسوس.. وهي تقع بمركز فاقوس بالشرقية.. ومرة أخري يقول إن الضبعة تقع علي الساحل الشمالي، بعد أن صحح له علماء الآثار هذه المعلومات.. وأرشيف الصحف شاهد علي هذا التناقض في تصريحات د. حواس.

اختلق د. حواس قصة غير حقيقية حول قيام لجنة من الآثار في الأول من أغسطس ٢٠٠٦ بزيارة إلي موقع الضبعة.. وتم اكتشاف فنار قديم وصهاريج مياه وجدران أثرية.

وحقيقة الأمر أن تاريخ هذه الزيارة هو ١٧ ديسمبر ٢٠٠٦ وليس الأول من أغسطس ٢٠٠٦ ولم تكتشف أي فنار أو صهاريج مياه أو جدران أثرية.. وكل الذي شاهدته في وجود المسؤولين عن موقع الضبعة هو بعض التلال التي قال مدير آثار مارينا إنها دليل علي وجود آثار.

وفي المقال أشار د. زاهي حواس إلي أن منطقة الضبعة هي منطقة محظورة عسكرياً بموجب قرار جمهوري صدر عام ١٩٨٢.

والحقيقة هي أن القرار الجمهوري رقم ٣٠٩ صدر في ٨ يوليو ١٩٨١، وليس عام ١٩٨٢ كما ذكر.. ونص القرار علي تخصيص المساحة لإنشاء محطات نووية.. ولم يشر من قريب أو بعيد إلي تخصيص الموقع كمنطقة عسكرية محظورة.. فمن أين استقي د. حواس هذه المعلومات غير الدقيقة؟

هذا دليل آخر علي أن الدكتور زاهي حواس لم يدرس هذا الملف جيداً.. وإلا ما كان قد وقع في هذه الأخطاء.. وهو العالم الكبير في مجال الآثار.

كل هذه الحقائق تدفعنا إلي التساؤل حول الدافع الحقيقي للدكتور حواس وراء هذا الاهتمام المفاجئ بموقع الضبعة؟ وهل هناك ضغوط يتعرض لها، هي التي تدفعه إلي التورط في هذا الدفاع المتهافت والضعيف؟

كل ما نرجوه من عالم كبير نعتز به.. ألا يورطه البعض في الإدلاء بتصريحات غير مدروسة.. هي بالتأكيد لا تخدم الحفاظ علي الآثار.. بل تعطل حلم بناء أول مفاعل نووي مصري.
ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster