3.8.08

في الممنوع 2/2/2007



الناس تحصل علي الأحكام القضائية ولا تستطيع تنفيذها.. وتكتفي ببروزتها وتعليقها علي الحائط.

هذا التصريح صدر علي لسان وزير العدل المستشار ممدوح مرعي أمام اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، وخطورته في أنه جاء علي لسان وزير العدل، وأنه قاله أمام نواب الشعب، وخطورته في أن الناس ستفقد الثقة في القضاء وفي حصولهم علي حقوقهم، وقد يدفعهم هذا إلي التفكير في الحصول عليها بالقوة وبعيدا عن سلطات الدولة

وما لم تشكل هذه ظاهرة كبيرة الحجم، ما كان وزير العدل قد اعترف بها علنا، وأعلن عن تشكيل هيئة مستقلة داخل الوزارة، مهمتها متابعة تنفيذ الأحكام

ومهمة التنفيذ لن تكون مسؤولية هذه الهيئة، فكل ما ستفعله هو المتابعة وحصر الأحكام التي لم تنفذ وكتابة تقارير عنها، ثم رفعها إلي وزارة الداخلية المسؤولة قانونا عن تنفيذ الأحكام

المشكلة معقدة ومركبة، ولا تنحصر فقط في مدي كفاءة إدارة تنفيذ الأحكام التابعة لوزارة الداخلية في عملها من عدمه، إنها أكبر من ذلك بكثير، فكل عام يتم رفع عشرات الملايين من القضايا في نزاعات بين الأفراد وبعضهم، أو بين الأفراد وأجهزة الحكومة، أو بين أجهزة الدولة وبعضها ، وأكثر من نصف هذه القضايا ما كان لها أن تصل إلي المحاكم، لو أن هناك قوانين ولوائح واضحة تعطي الحقوق لصاحب الحق، وتفصل في النزاعات دون اجتهادات وتعقيدات.
إننا دائماً نقول إن القضاء هو الحصن الأخير أمام الناس لحصولهم علي حقوقهم.. لكن يبدو ـ وباعتراف وزير العدل ـ أن هذا الحصن لم يعد منيعاً، وأن الأحكام التي يصدرها لا تنفذ.. وأخطر نتائج ذلك هو فقدان الثقة في هذا الحصن وفي حراسه.. والقضية كبيرة وأكبر من قدرة وزير العدل علي حلها

....

وفي أكثر من عدد، نشرت صحيفة «العربي» الناصري أن أجهزة أمن مصرية قامت بتدريب عناصر من تيار المستقبل.. وقد علقت علي الأمر عدة مرات، وطرحت العديد من التساؤلات حول مدي صحة هذه المعلومات الخطيرة.. التي لو صحت لكان معناها أن مصر متورطة فيما يجري من أحداث في لبنان وأنها غير محايدة ومنحازة إلي طرف ضد طرف آخر، لكنني للأسف لم أتلق إجابة عن تساؤلاتي.. ولم تهتم الحكومة وأجهزتها بالرد علي ما نشرته صحيفة «العربي» مع أنه خطير ويسيء إلي سمعتها.
ومرة أخري أعيد طرح التساؤلات حول صحة هذه المعلومات.. وأرجو هذه المرة ألا تغلق الحكومة عينيها وتسد أذنيها.. حتي لا تتعامل الصحافة ويتعامل الرأي العام

علي أن هذه المعلومات حقيقة مؤكدة، وأن مصر متورطة بالفعل.. وأنا شخصياً لا أميل إلي تصديق ذلك.. لكنني في نفس الوقت لا أستطيع تجاهل هذه المعلومات، ويجب التعامل معها علي أعلي قدر من الحساسية والفهم والمسؤولية.. وليس بالصمت والتجاهل وسياسة «الطناش» التي لا تصلح في كل وقت، ومع كل قضية .
والسؤال موجه إلي كل من يهمه سمعة مصر.. فهل من إجابة؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster