في الممنوع 23/4/2006
يكشف هذا الخلاف عن مدي فقدان الثقة بين حكومة حماس وبين الرئاسة الفلسطينية، كما يكشف عن حجم هذا الخلاف أيضاً.
فمن ناحية، يبدو محمود عباس متناقضاً مع نفسه، فهو يفعل اليوم مع حماس، ما كان يرفضه من الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما كان يتولي رئاسة الحكومة، وأراد انتزاع الكثير من السلطات والصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس عرفات، ومن بينها سيطرته الكاملة علي أجهزة الأمن الفلسطينية، ولم يتردد عباس في تقديم استقالته.
اليوم يرفض عباس منح أي سلطات أو صلاحيات لحكومة حماس، ويتشبث بها لنفسه، وهذا ما دفع خالد مشعل زعيم حماس إلي اتهامه مع جهات داخلية فلسطينية وأخري خارجية «لم يفصح عنها» بالعمل علي إفشال حماس، ولخدمة الكيان الصهيوني.
وقال إن عباس ينفذ هذا المخطط الإسرائيلي الأمريكي، لضرب حكومة حماس الشرعية، وهدد مشعل بكشف جميع الحقائق قريباً، حول الأدوار التي وزعت لتدبير هذا الانقلاب ضد حكومة حماس وتكوين حكومة موازية لها.
وما قاله مشعل عن أدوار خارجية يطرح بعض التساؤلات حول الدور المصري في الأزمة الناشبة الآن بين الفلسطينيين.
هل كان مشعل يقصد بتصريحاته مصر إلي جانب الأردن، والإدارة الأمريكية وإسرائيل؟
وإذا كان يقصد هذه الجهات الأربع تحديداً، فهل للرسالة التي بعث بها عمر سليمان مدير المخابرات العامة إلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس علاقة بهذا الخلاف؟ وهل فحوي الرسالة يتعلق بقرار وزير الداخلية الفلسطيني بتكوين قوة أمن جديدة وضرورة إلغاء مثل هذا القرار الذي لا شك أنه أزعج أمريكا وإسرائيل بشدة؟
وإذا كانت الرسالة تتعلق بهذا الأمر، وهذا مجرد احتمال، فهل هي رسالة مصرية خالصة أم أنها رسالة أمريكية وإسرائيلية تمر عبر القناة المصرية؟
هل الإجابة عن هذه التساؤلات وعن غيرها هي الأوراق والأسرار التي هدد خالد مشعل زعيم حماس بالكشف عنها قريباً؟
0 comments:
Post a Comment