16.2.08

في الممنوع 10/12/2005


إذاعة الـ B.B.C سألتني عن رأيي في قرار رئيس الجمهورية بمنح المحافظين سلطات رئيس الجمهورية، فيما يتعلق بهدم وبناء الكنائس.. وكان السؤال الأول: لماذا الآن؟


قلت: ربما عامل التوقيت يرجع إلي النتائج الهزيلة التي حققتها الانتخابات بالنسبة لتمثيل الإخوة الأقباط في البرلمان، حيث لم تسفرسوي عن فوز قبطي واحد هو الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية، والوزير القبطي نجح لاعتبارات لا تتعلق بكونه قبطياً.. وإنما لأنه عضو في الحكومة.
وفيما عدا الوزير يوسف بطرس غالي لم ينجح مرشح قبطي واحد علي مستوي الجمهورية .


سبب آخر هو حالة الاحتقان عند الكثير من الإخوة الأقباط وشعورهم الدائم بأنهم ليسوا متساوين في حقوق المواطنة، بما فيها حقهم في إلغاء القيود والاشتراطات الصعبة أمام هدم أو بناء الكنائس.. واستغلال أقباط المهجر لبعض الأحداث والنفخ فيها وتصوير الأمر علي أن الأقباط في مصر يتعرضون للاضطهاد.

سبب ثالث يمكنني إضافته إلي ما قلته، هو ربما شعور الحكومة في الوقت الحالي بأنها معرضة للضغط عليها من الولايات المتحدة الأمريكية.. وظهرت بواكير ذلك من تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية.. والتي أدانت لأول مرة التجاوزات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وقلت لإذاعة الـ B.B.C: إن قرار رئيس الجمهورية خطوة سليمة حتي ولو جاءت متأخرة بعض الشيء، والعبرة بالتنفيذ والتطبيق الصحيح لها.. فلا تقوم المحافظات بوضع العراقيل والقيود أمام التنفيذ أو تحاول كل محافظة أن تفهمه وتفسره علي نحو خاص.. مثل الرجوع إلي الجهات الأمنية عند اتخاذ القرار.

ثم سألتني: هل مطلوب بناء عدد أكبر من الكنائس؟
قلت: ليست هذه هي المشكلة، وأعتقد أن العدد القائم من الكنائس حالياً يكفي وربما يزيد، هذا ينطبق علي الكنائس وعلي المساجد أيضاً.. وأنني كمسلم لا أمانع أبداً في زيادة عدد الكنائس، فالمشكلة ترجع أساساً إلي العامل النفسي.

وأضيف إلي ما قلته، أن هذا القرار الجمهوري لا يجب أن يدور في فراغ، وتقديري أنه يحتاج إلي مزيد من الخطوات الأخري التي تساهم في إزالة أي حساسية لدي الإخوة الأقباط، ومنها مشكلة نقص أو غياب تمثيلهم في البرلمان.

وعلي سبيل المثال، عندما يناقش مجلس الشعب في دورته المقبلة، مشروع قانون إجراء الانتخابات بالقائمة النسبية بدلاً من الانتخابات الفردية.. لماذا لا يقترح تخصيص نسبة ٥% أو ٧% أو أقل أو أكثر قليلاً، لترشيح الأقباط علي قوائم الأحزاب، وبهذا نضمن تمثيلهم في البرلمان، ونعالج مشكلة رسوبهم في الانتخابات

وفي هذا الاقتراح سيكون أول اختبار حقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، وهل يؤمنون حقاً بكامل حقوق المواطنة بالنسبة للأقباط أم لا؟ كما أنه اختبار أيضاً للأغلبية التي تتهم جماعة الإخوان بأنها ضد حقوق المواطنة للأقباط


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster