16.2.08

في الممنوع 14/12/2005

غاص التقرير الثاني الصادر عن لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري برئاسة الألماني ديفيد ميليس.. في التفاصيل.. وفي تفاصيل التفاصيل.. التي تزيد البلبلة بأكثر مما تقترب من الحقيقة وتجليها.
التقرير كله عبارة عن مجموعة من التكهنات والسيناريوهات والأوهام المخلوطة ببعض المعلومات التي لا تفضي ولا تؤدي إلي شيء يشير بوضوح إلي أصابع الاتهام لمن ارتكب هذه الجريمة.

مثل قوله: من المستحيل ارتكاب جريمة علي هذا المستوي بدون معرفة السلطات الأمنية اللبنانية.. والسلطات الأمنية السورية.
ومثل: الإشارة إلي مراقبة تليفونات رفيق الحريري وغيره من المسؤولين اللبنانيين السابقين.. وإرسال هذه المراقبات إلي المسؤولين الأمنيين اللبنانيين والسوريين.

ومثل اعتراف اثنين من المسؤولين السوريين الخمسة الذين تم استجوابهم في مقر الأمم المتحدة بفيينا.. بحرق بعض الأوراق في ملف العلاقات اللبنانية السورية في أرشيف المخابرات السورية.

ومثل إبراز توتر في العلاقة بين الحريري وبين كبار المسؤولين السوريين في الفترة التي سبقت عملية اغتياله.. وتلقي الحريري اتصالاً من رستم غزالي أحد أبرز المسؤولين السوريين في لبنان يسأله فيه عن مدي التزامه باتفاق دمشق.. الذي تم فيه الاتفاق بين الحريري وبين المسؤولين السوريين علي الهدنة والتهدئة وعدم التصعيد بينهما في وسائل الإعلام.

وكل ما سبق.. وكل ما حاول «ميليس» أن يقدمه في تقريره الثاني الذي ينظره مجلس الأمن حالياً هو.. محاولة دعم وتأكيد الاستنتاجات التي سبق أن أوردها في تقريره الأول.. ودعمها بالمعلومات والبيانات.. وانتهي تقرير ميليس إلي طلب مهلة جديدة من مجلس الأمن لاستكمال التحقيقات في كشف جريمة اغتيال الحريري.

لكن قبل ساعات فقط علي صدور هذا التقرير.. وقعت جريمة اغتيال النائب اللبناني جبران تويني صاحب جريدة «النهار» اللبنانية.. أحد أبرز رموز المعارضة اللبنانية في السنوات الأخيرة.. والذي عارض الوجود السوري في لبنان علانية.. من خلال صحيفته ومطالبته بكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري.

واغتيال جبران تويني.. لابد أنه يطرح العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول تورط سوريا فيها.. لكنني لا أتصور أن سوريا يمكن أن تتورط في ارتكاب هذه الجريمة.. إلا إذا كانت قد فقدت صوابها تماماً..
ولم تعد تعرف أين هي مصلحتها؟
سوريا لم تنته بعد من الحريري.. فكيف تورط نفسها في جريمة جديدة.. تدينها وتحسم الاتهام ضدها وتقدم الدليل علي تورطها في مستنقع لبنان الدامي؟
وإذا كانت سوريا بريئة من دم جبران تويني.. فهل إسرائيل هي المتورطة.. لأنها المستفيد من زيادة الشكوك حول سوريا

إن المشهد يتعقد.. لكن يبدو أن لجنة «ميليس» ومن يحركها.. تسير في اتجاه تضييق الخناق علي سوريا.. ومن المتوقع في التقرير الثالث الذي سيصدر بعد ٦ أشهر من الآن أن يدين سوريا بشكل كامل وصريح.. دون أن يقدم الدليل الدامغ علي ذلك.. والذي يوصلنا إلي معرفة الحقيقة


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster