16.2.08

في الممنوع 26/12/2005

يا عالم الرحمة فوق العدل. كل من قابلته أو استمعت إليه.. علق علي الحكم الصادر ضد أيمن نور رئيس حزب الغد بالسجن لمدة خمس سنوات، قائلاً: «والله حرام! هذا الحكم قاس جداً، ماذا فعل أيمن نور لكي يسجن كل هذه المدة؟».

ستقول الحكومة إن القضية جنائية.. وسيرد عليها العالم كله.. في الداخل وفي الخارج.. بل هي قضية سياسية.
وفي كل اتصال أو مقابلة أو زيارة يقوم بها مسؤول أمريكي أو أوروبي إلي مصر، ستدرج قضية أيمن نور علي جدول أعمال اللقاء.. وستقول الحكومة في دفاعها عن نفسها إن القضاء هو الذي حكم بالسجن علي أيمن نور وإنه غير معتقل.. ولن يصدقها أحد. وستتكرر قصة الدكتور سعدالدين إبراهيم، الذي اضطرت الحكومة إلي الإفراج عنه بشكل قانوني أيضاً.. مع أن القضية كلها سياسية وليست جنائية، كما هو الحال مع أيمن نور.

والحكومة المصرية كانت في غني عن هذا كله.. وعن وجع الدماغ الذي ستصاب به.. والنظام كله سيصاب بصداع قضية أيمن نور.. وسيطالب بألا يفاتحه أحد فيها.. وستكون النتيجة هي مزيد من الضغط عليه.. وستتحول ـ بل تحولت بالفعل ـ إلي قضية حريات وحقوق إنسان من الدرجة الأولي.. والخسارة التي سيصاب بها سمعة نظام الحكم في مصر أكبر مائة ألف مرة من سجن أيمن نور والشماتة والتشفي فيه.
هل أدمنت الحكومة الفشل.. هل تكابر في أن أيمن نور يدفع هذا الثمن الغالي من حريته؟.. ليس بسبب ما قيل عن تزوير في أوراق تأسيس حزب الغد.. وإنما بسبب معارضته العنيفة لنظام الحكم، وبسبب طموحه السياسي الكبير.. ورغبته، بل وإصراره، علي أن تجري المياه في العالي.. بينما مكانه الذي اختاره له نظام الحكم واختارته له الحكومة هو السبنسة مع الواقفين فيها من الأحزاب الأخري.
كيف يجرؤ هذا الولد علي منافسة حسني مبارك؟ وكيف يجرؤ علي الإعلان بأنه سوف يلحق ه

زيمة بجمال مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
لقد دفع أيمن نور ثمن رغبته وإصراره علي أن يخترق الصفوف.. وأن يتقدم جميع الأحزاب لينتقل من الصفوف الخلفية إلي الصف الأمامي، واستطاع خلال عامين من بداية إنشاء حزب الغد.. وخلال ثلاثة شهور فقط علي تأسيسه إحداث حالة حراك سياسي.. دفعت كل الأحزاب ـ الوطني والمعارضة ـ إلي كراهيته والرغبة في تمزيقه والخلاص منه.. فهذا الولد جاء ليهز عروشهم، ويفضح ممارساتهم، ويكشف هوانهم علي أنفسهم وفشلهم.. ويكسب الشارع معه.. ويتحرك وسط الجماهير.
هل انتهي مستقبل أيمن نور السياسي؟ وهل قضي عليه؟

لا أتصور ذلك.. ولا أتصور أنه سيقضي مدة العقوبة كاملة في السجن.. وسيخرج أيمن نور من السجن منتصراً.. مثلما خرج في كل مرة منتصراً.. والثمن الذي دفعه في السجن سيغسل به كل أخطائه وهي كثيرة.. وأتوقع حتي موعد خروجه من السجن بروز شخصية جديدة ستلعب دوراً في الحياة السياسية هي زوجة أيمن نور.. جميلة إسماعيل


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster