18.3.08

في الممنوع 11/10/2006


لو خصصت جائزة عن أجرأ حوار في «عدم الصدق» لحصل عليها اللواء النبوي إسماعيل وزير الداخلية الأسبق، بلا منازع، وكانت الجائزة الأولي من نصيبه، في الحوار الذي أجرته معه «المصري اليوم» علي حلقتين، فكل سؤال كان جاهزا للرد عليه، وكانت الإجابة خالية من الصدق، أو منزوعا عنها الصدق.

لم أشعر بالصدق في كلمة واحدة مما قاله، فكيف يقول مثلا عن اعتقالات ٥ سبتمبر ١٩٨١ إنها كانت خالصة لوجه الله، ثم يقول بعدها مباشرة: إن البابا شنودة تم تحديد إقامته في دير وادي النطرون كنوع من التوازن مع اعتقال الشيخ عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين.
أين وجه الله في ذلك؟ وأين الخلاص؟ وكيف يفهمه وزير الداخلية الأسبق؟

ثم يقول: إن الرئيس السادات هو الذي أمر باعتقال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بسبب ترويجه للثورة الإيرانية، وهو في نفس الوقت يقول: إن اعتقالات سبتمبر كانت بسبب رغبة السادات في التخلص من معارضي عملية السلام مع إسرائيل.

بعدها مباشرة يتحدث النبوي إسماعيل عن اكتشافه عملية اغتيال الرئيس السادات قبل حادث المنصة في السادس من أكتوبر ١٩٨١ وهي لا تختلف عن قضايا التفاحة والبطيخة والشمامة وغيرها من أنواع الفاكهة التي كان يغرم النبوي إسماعيل أن يطلق أسماءها علي قضايا قلب نظام الحكم، وهي كلها أثبت القضاء أنها كانت وهمية ومفبركة، وأن الهدف منها هو تدعيم سلطته كوزير للداخلية.

المضحك هو ما قاله النبوي إسماعيل عن تعديل المادة ٧٧ من الدستور عام ١٩٨٠ وإدعاؤه بأنه كان ضد تعديلها، وكان مع الإبقاء عليها فترتين رئاسيتين فقط، أي أنه كان مع خروج الرئيس أنور السادات من السلطة في عام ١٩٨١.

وقال النبوي إسماعيل: إنه عاتب زوجته فايدة كامل لأنها اقترحت ـ مع نوال عامر ـ هذا التعديل في مجلس الشعب، لكن الحماس أخذها ولم تسمع كلامه.

كلام لا يصدقه أحد، ويمكن فقط الاستماع إليه كحواديت قبل النوم، فالسيد النبوي إسماعيل يكتب التاريخ علي مزاجه الخاص، ويزيف حقائقه ورجل في مثل سنه من الأفضل له أن يصمت أمام الجرائم التي ارتكبها فتاريخه لا يشرف أحداً.

فوجئت بمواطن سكندري يصرخ في أذني عبر الهاتف: هل تشاهد الاحتفال الذي أقيم بمناسبة نصر السادس من أكتوبر ويحضره الرئيس حسني مبارك وكبار رجال الدولة، والذي أذيع مساء أمس الأول.

قلت: للأسف أنا خارج المنزل.. ولا أشاهده
قال: ولايزال صوته عاليا ومحتجا، مصيبة.. تامر حسني وهيثم شاكر يشاركان بالغناء في الحفل.

قلت: وماذا في ذلك؟
قال: إنهما متهمان بالتهرب من أداء واجب الخدمة العسكرية، فكيف لمن يتهم بهذه الجريمة أن يشارك في الاحتفال بذكري نصر أكتوبر.
قلت: لكنهما عوقبا علي هذه الجريمة.
قال: ولو.. ما كان لهما أن يشاركا في الحفل

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster