31.3.08

في الممنوع 18/12/2006


قريباً .. هي الجملة الوحيدة المفيدة التي يمكن استخلاصها من تصريحات صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطني،عن مشروعات القوانين التي تتعلق بعملية الإصلاح الدستوري، التي سيتم طرحها علي الأحزاب والرأي العام، وسيتم إقرارها قبل نهاية شهر أبريل المقبل.
قريبا.. متي؟ عندما يقوم الرئيس حسني مبارك بتحويل مشروعات هذه القوانين إلي مجلس الشوري!
متي..؟ علي الأرجح بعد إجازة عيد الأضحي، أي علي بداية الأسبوع الثاني من شهر يناير المقبل، أي بعد حوالي شهر من الآن!
وحتي لو حولها الرئيس مبارك بعد أسبوع أو عشرة أيام من الآن، فهي لن تطرح علي الأحزاب وعلي الرأي العام، ولن يعرف عنها أي شيء، وستظل سرا حربيا، حتي منتصف شهر يناير، وقد تطول المدة إلي بداية فبراير المقبل

هذا هو المقصود بـ«قريبا»، بعدها سينصب الحزب الوطني «الفخ» للأحزاب السياسية، وسيكون أمامها عشرة أيام أو أسبوعان علي الأكثر، للحوار والتباحث، وعقد حلقات المناقشة والذكر حول مشروعات القوانين، بعدها سينقطع الحوار، وستنسحب أحزاب المعارضة منه، وسيدعي الحزب الوطني أن الحوار انتهي وستدعي المعارضة أنه لم يبدأ بعد

وفي أثناء ذلك سيناقش مجلس الشوري مشروعات القوانين، وسينتهي منها بأقصي سرعة، للدفع بها إلي البرلمان، الذي عليه أن يوافق علي تلك المشروعات كما هي، وكما جاءت إليه من الشوري، وكما جاءت إلي الشوري من الحكومة، وكما جاءت إلي الحكومة من أمانة السياسات.. أي كما جاءت من جمال مبارك.. ولن يسمح لنواب الشعب «نواب كده وكده» بإدخال أي تعديلات علي تلك المشروعات، إلا إذا صدرت تعليمات جديدة من أمانة السياسات بالحزب الوطني إلي الحكومة، ومن الحكومة إلي مجلس الشعب

وكل هذا ليس له علاقة بالحوار ولا بحلقات الذكر الدائرة فيه

هذا هو السيناريو المعد سلفا، والفخ المنصوب لأحزاب المعارضة، وللرأي العام، وللهُبل من الكتّاب أمثالي، الذين سينطلقون للتعليق علي تلك الأحداث، وسيكتبون العديد من المقالات، وسيطرحون الأفكار، بينما كل شيء تم إعداده وتجهيزه في مطبخ أمانة السياسات.. وستخرج مشروعات القوانين الجديدة نسخة مكررة من المادة ٧٦ من الدستور، بالطريقة نفسها التي تم تعديلها بها

المزاد سينصب، والجميع سيدخله.. بينما الصفقة تم إبرامها خارج المزاد

يا أخي.. لماذا افتراض سوء النية؟

وهل ترك الحزب الوطني لنا غير سوء النية نتجرعه؟!
وأبشروا.. لقد وعدنا الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية بأن عملية الإصلاح الدستوري سوف تحقق مزيدا من الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة.. في آخر تصريح له.. مع تصريح «قريبا» الذي بشرنا به أيضا أمين عام الحزب الوطني صفوت الشريف، وكنا نظن أن الدكتور شهاب سافر إلي الأراضي السعودية، للإشراف علي بعثة الحج هذا العام، لكنه يبدو كمن يقدم ساقا ويؤخر أخري، ويريد أن يسافر إلي بيت الله في آخر لحظة، وربما يريد أن يشرف علي بعثة الحج من القاهرة عن طريق الموبايل.
سافر يا دكتور شهاب، وتطهر من «طبخ» عملية الإصلاح، وانس الدنيا وما فيها.. فالله غافر الذنوب جميعا.. وهو التواب الرحيم

ارحمنا.. يا أرحم الراحمين. ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster