14.3.08

في الممنوع 26/8/2006


إيه الهبل ده؟ ... هذا هو أفضل وأدق تعبير يمكن للمرء أن يطلقه علي الضجة المصاحبة لنقل تمثال الملك رمسيس الثاني من موقعه الحالي بميدان باب الحديد، الذي استقر به منذ عام ١٩٥٤ إلي مقره الجديد بميدان الرماية في أول طريق مصر - إسكندرية الصحراوي.. بالقرب من موقعه الأصلي الذي اكتشف فيه بقرية ميت رهينة

البعض يتحدث أو يريد أن يصور لنا.. وربما يريد أن يلهينا عن كوارث نعيشها، وتسببت فيها حكومات الحزب الوطني ونظام الحكم الحالي.. وهي لا تُعد ولا تُحصي.. بنقل هذا التمثال من مكانه.. وكأنه إنجاز تاريخي، وإحدي عجائب الدُنيا السبع

والناس تسابقت مع الحكومة في هذا الهبل.. فخرج الآلاف إلي الشوارع والميادين التي يمر بها موكب تمثال الملك رمسيس.. البعض يزغرد.. والبعض يهتف بحياته: «بالروح والدم نفديك يا رمسيس»، والبعض يلوح له في مشهد مؤثر

ربما نقل التمثال عملية فنية كبيرة كما يتحدث المتخصصون.. وربما هي حدث مهم كما يقول آخرون.. لكنها ليست بالإنجاز التاريخي.. ولا يمكن أن تُعد إنجازاً من أي نوع، بحيث تُثار حولها كل هذه الضجة التي اتسمت بالمبالغة الشديدة، والسطحية في معالجة الأمر.
هل المبالغة في نقل الحدث هي التي دفعت الناس إلي الاستهبال هي الأخري؟

لا أعتقد أنه يهم الناس كثيراً أن ينقل تمثال الملك رمسيس من موقعه الحالي إلي موقعه القديم أو بالقرب منه

هل نقل التمثال سيرفع من مستوي معيشة المواطنين: هل سيمنع حوادث القطارات؟ هل سيمنع سقوط قتلي وجرحي علي عجلات القطار وداخل العربات؟ هل سيؤدي بنا إلي نظام حكم ديمقراطي وإلي تداول للسلطة بين القوي السياسية؟!
يبقي التمثال أو يرحل.. لا يشكل أهمية عند المواطن المصري ولا تشغل أدني مساحة من تفكيره

والملك رمسيس - لمن يريد أن يزيف عقولنا ويزور تاريخنا - هو واحد من الملوك المصريين العظام في تزوير التاريخ، فقد نسب إلي نفسه فتوحات وانتصارات كاذبة، وسجلها باسمه علي جُدران المعابد في كل مكان

صحيح إيه الهبل ده؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster