13.3.08

في الممنوع 20/8/2006


في الوقت الذي أشاد فيه قداسة البابا شنودة بحكمة الرئيس حسني مبارك وأسلوبه في التعامل مع مجريات الأحداث التي تمر بها المنطقة والتحديات التي تواجهها، عقب وصوله إلي مدينة نيويورك، اقرأ إعلانا في «المصري اليوم» عدد أمس، وموقع باسم الأنبا «سلوانس» أسقف عام مصر القديمة والمنيل وفم الخليج، وهو في نفس الوقت يشغل منصب نائب البابا، يستغيث فيه بالسيد الرئيس المحبوب حسني مبارك رئيس الجمهورية، ويطلب تدخله لوقف التعدي علي أراضي الكنيسة القبطية بمنطقة مصر القديمة الأثرية، عن طريق أحد الأشخاص المسيحيين الأثرياء ـ كما يقول الإعلان ـ والذي يعلن أنه مركز قوي كبير في الدولة.
يقول الإعلان: إن هذا الطاغية قام بالاعتداء علي رجال الدين بالسب والضرب وتعطيل الشعائر الدينية، وحاول اغتيال بعض منهم ويستولي علي أراضي البطريركية، ويقوم بالهدم والبناء في المنطقة الدينية الأثرية

ويقول الإعلان: إنه يعلن إقامة مبني للديسكو ملاصقا لكنيسة مارجرجس، وأنه سوف يغير اسم دير مارجرجس إلي اسمه الشخصي

وأهم نقطة وردت في الإعلان: وعندما توجه ثلاثة عشر كاهنا لمقابلة المسؤولين لم يجدوا منهم أدني استجابة، ويطلب الإعلان في نهايته، الحل عن طريق تدخل فخامة الرئيس مبارك

وقد يحمل الإعلان بعض المبالغة، مثل تهديد هذا القبطي الثري بتغيير اسم دير مارجرجس إلي اسمه الشخصي، إلا أن الإعلان يحمل قدرا من المسؤولية لا بأس به، لأنه يحمل توقيع نائب قداسة البابا شنودة، الأنبا سلوانس

ولا أستطيع أن أخفي دهشتي من أن يتوجه ١٣ كاهنا لمقابلة المسؤولين لوقف هذا التعدي علي أملاك الكنيسة القبطية، ولا يجدون أدني استجابة منهم، بحيث لم يبق أمام الكنيسة وكهنتها سوي الرئيس مبارك طالبين تدخله

ولا أعرف، ولا يهمني أن أعرف اسم هذا «الطاغية» كما وصفه الأنبا سلوانس في الإعلان، لكن ما يهمني وأعتقد أنه يهم كل من اطلع علي الإعلان في «المصري اليوم» هو أن تسرع الدولة بالتدخل والتحرك فورا إذا كان ما تضمنه الإعلان من معلومات صحيحة وسليمة، وألا تنتظر أجهزة الدولة صدور التعليمات لها من الرئيس مبارك

إنها كبيرة أن يعتدي أحد رجال الأعمال أو مراكز القوي كما يقول الإعلان بالتعدي علي أملاك الكنيسة، وعلي قوانين الآثار، دون أن يردعه أحد، ودون أن تتجاوب أجهزة الدولة الرسمية ومسؤولوها مع شكوي رجال الدين المسيحي التي طلبت تدخلها

إن الدولة التي تقف علي الحياد فيما يبدو في أزمة كنيسة مكسيموس بالمقطم لأسباب لا نعلمها ولا تريد هي الإفصاح عنها، لا يجب أن تقف علي الحياد في هذا النزاع بين الطاغية وبين الكنيسة القبطية، فهي لا تدافع عن الكنيسة فقط، إنما تدافع عن نفسها، لأن الكنيسة هي جزء من الدولة المصرية، ولا ينفصل عنها، إلا إذا كان للدولة رأي آخر

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster