22.3.08

في الممنوع 9/12/2006


رسالة مهمة تلقيتها من الدكتورة هنا أبوالغار.. تعلق فيها علي جريمة أطفال الشوارع التي شغلت الرأي العام في الأيام الماضية.. وهي رسالة غاضبة وجديرة بالنشر.. تحمل فيها الدولة المسؤولية عنها.. وليس الجمعيات الأهلية كما اتهمها الدكتور زكريا عزمي تحت قبة البرلمان

السيد/....
أكتب إليك لأشكو لك ولقرائك، بعد أن شكوت لله من الظلم والحزن والإحباط الذي ألمّ بي عند متابعتي ما نشر وقيل عن الجريمة الأخيرة الخاصة بأطفال الشوارع، والتي تعامل الإعلام معها وكأنها فضيحة سينمائية، وتناسي أن الجريمة واقعة منذ سنوات، وأن الجميع شارك فيها من دولة وأفراد، إلا إذا كنا سنعتبر أن وجود أطفال في الشارع ليس جريمة!!
الحزن جاء من بشاعة الجريمة، التي لم ترحم أطفالاً أعرف من خلال عملي معهم أنهم لا يقلون براءة، ورقة، وجمالاً عن أي من أبنائنا. وأنهم يعانون من الذُل، والجوع، والبرد، والاستغلال بشتي طرقه، وبالرغم من هذا يرون الشارع أحن عليهم من أهلهم، ويختارونه هروباً مما هو أسوأ. صدمت أن يقتل أصدقائي بهذه البشاعة، وتمنيت لو أننا في الجمعية التي أتطوع بالعمل فيها نستطيع أن نأويهم جميعاً، لكن من يستطيع أن يأوي ما بين نصف مليون واثنين مليون من الأطفال؟ وكنت أتمني أن تتناول الدولة، والإعلام هذه القضية بموضوعية، وكنت أتمني ألا أسمع من الدكتور زكريا عزمي، في جلسة مجلس الشعب، ثم من الأستاذ محمود صلاح، رئيس تحرير «أخبار الحوادث» في برنامج العاشرة مساءً علي قناة «دريم» ثم من آخرين، هاجموا الجمعيات العاملة في هذا المجال واتهموها في جديتها، وفي مصداقيتها، وفي أمانتها (وهي اتهامات لو صدرت ضد أحد منهم بدون سند أو دليل لكان توجه إلي القضاء فوراً)، كنت أتمني من السادة المحترمين دراسة أسباب نزول الأطفال إلي الشارع، والأسباب الاقتصادية، والظلم الاجتماعي، ومعاملات وزارة الداخلية المصرية مع هؤلاء الأطفال عندما يقعون في أيديهم، وأن يقوموا بمحاسبة هذه الحكومة، والحكومات السابقة التي وضعت سياسات أوصلت المجتمع المصري الذي لم يكن ليسمح بأن يمس أحد بنتاً من بناته بنظرة، إلي أن أصبح يلقي بها في الشارع لتغتصب وتُهان، والذي كان الابن فيه يعتبر فخراً لأسرته مهما كان فقرها، إلي أن يتم الزج به في الشارع

من السهل إلقاء اللوم علي الطفل، فهو مجرم، وقذر، ويستحق هذا المصير!، والأسهل لوم الأهل، فهم جهلاء، بلا قلب ولا رحمة!، والجمعيات الأهلية التي يكرس فيها المصريون الشرفاء وقتهم ومالهم تتربح من المأساة، ويوضع عليها علامات الاستفهام!! وتخرج الدولة المصرية بحكومتها «العريقة» من المشكلة.
أرجوكم! إذا لم ترحموا، فعلي الأقل اتركوا من يحاولون فعل شيء إيجابي أن يفعلوه، أرجوكم اتركوا رحمة ربنا تعم علي هذا الشعب التعس.
التوقيع: هنا أبوالغار - طبيبة ومتطوعة في مجال عمل الأطفال

أتفق معك تماماً في أن الدولة هي المسؤول الأول عن هذه الجريمة.. فهي نتاج الفقر.. وهي جريمة تضاف إلي أكوام الجرائم الأخري التي تفشت في المجتمع.. وتخلت الدولة عن دورها وواجبها في التصدي لها.. وأصبحت تلقي بالمسؤولية علي المجتمع.
لم تعد هناك دولة.. ولا يشعر بوجودها أحد.. إلا في ازدياد قبضة الأمن.. الذي تخلي هو الآخر عن دوره في تحمل مسؤولية أطفال الشوارع.. فكل وقت جهاز الأمن في توفير الحماية لنظام الحكم.. وللأسف من الشعب؟ أما الإعلام فهو لا يختلف كثيراً عن الأمن

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster