19.3.08

في الممنوع 28/11/2006


«عاشت حرية لبنان.. واللعنة علي حرية لبنان»

انبهرت بثورة استقلال لبنان عن الاحتلال السوري في مثل هذه الأيام من العام الماضي.. وانفعلت بها.. وكتبت مؤيدا ومساندا لها، ولما يسمي بـ«مجموعة ١٤ مارس» في لبنان، التي تشكل كتلة تيار المستقبل أبرز قادتها، والتي يرأسها النائب سعد الحريري، ولولا جريمة اغتيال رفيق الحريري ما كان قد كتب لهذه الثورة أن تنجح، والفضل يرجع إلي الشعب اللبناني الحر، العاشق للحرية دوما، والذي فعلا يستحق الحياة

ثم كانت الحرب الإسرائيلية علي لبنان، وكانت المقاومة الباسلة وكان صمود الشعب اللبناني بجميع طوائفه، وبدأت مجموعة ١٤ مارس تتخبط، ويدلي قادتها بتصريحات تشعل نار الفتنة في لبنان، وكأنهم مجموعة من المراهقين السياسيين

سعد الحريري كل ما يهمه في هذا العالم هو القصاص من قتلة والده، وعقد المحكمة الدولية، وليحترق لبنان بعد ذلك

والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع، قائد ما يسمي بالقوات اللبنانية، لا شغل لهما سوي إطلاق التصريحات النارية واتهام سوريا بالتورط في جميع الاغتيالات التي شهدها لبنان في العام الماضي، وفي مقدمتها اغتيال الحريري، وبقية قادة ١٤ مارس هم كمالة عدد فقط، وهي تصريحات تعبر عن الحقد داخلهما

وتشكل هذه المجموعة ما يسمي بـ«الأكثرية» داخل الحكومة وداخل مجلس النواب، لكنني أزعم أنها لا تشكل الأكثرية في الشارع اللبناني، وهي تتصرف علي أنها الأكثرية، ولا تريد أن تترك مساحة أكبر ودورا أكبر لقوي المعارضة التي تتشكل من حزب الله..
إلي جانب النائب ميشيل عون قائد التيار الوطني الحر.. إلي جانب قوي أخري متحالفة معهما. والمعارضة ضد إطلاق الاتهامات جزافا، وتطالب بانتظار التحقيقات قبل اتهام سوريا أو اتهام أي طرف داخل لبنان «الرئيس لحود»، قبل الوصول إلي الحقيقة، والمعارضة تملك الشارع بمساحة أكبر، بينما قوي الأكثرية حددت الهدف وهو سوريا.. وفي لبنان إسقاط الرئيس إميل لحود.
لا الأكثرية تريد أن تقدم خطوة واحدة نحو الحل ونحو الوفاق الوطني، ولا المعارضة تريد أن تتنازل هي الأخري، فحكومة الوحدة الوطنية هي أحد أهم شروطها، بعد الانتصار الذي تري المعارضة أنها حققته بمفردها، بينما كانت الحكومة مع مجموعة ١٤ مارس تتحالفان مع السفارات الأجنبية، وألقتا بكل ثقلها في حجري السفيرين الفرنسي والأمريكي.

أي أن الطرفين متهمان بالعمالة لصالح قوي أجنبية

حزب الله والقوي المساندة له تعمل لصالح كل من سوريا وإيران، والحكومة تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وتحتمي بها

حرية لا حدود لها في القول وفي إطلاق الاتهامات، حرية مخيفة، أحيانا تجعلني أشعر بأن الحرب الأهلية علي وشك الوقوع من جديد في لبنان

حرية غير مسؤولة.. بل حرية ملعونة تلك التي ستدمر لبنان وتهدد أمنه ووحدته وتلغي العيش المشترك بين اللبنانيين، لأن الأكثرية تريد إقصاء المعارضة وهي لا تستطيع.. والمعارضة تريد تغيير قواعد اللعبة لصالحها، وتطالب بمساحة أكبر من الحكم، ستتحول الأكثرية بعدها تدريجيا إلي أقلية.. وهو ما تسميه الأكثرية بالانقلاب عليها

مبهور أنا بالحرية في لبنان.. وخائف علي شعبه منها، ولبنان محكوم الآن بالأحقاد وليس بالحرية

والأحقاد لا تبني.. بل تدمر وتهدم

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster