18.3.08

في الممنوع 12/10/2006


من أمتع فصول كتاب راجي عنايت الأخير «أمريكا إلي أين؟» الفصل الذي خصصه عن الحالة العقلية والنفسية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وما نشرته عنه الصحافة الأمريكية، وما قاله كبار الكتاب والمفكرين والعاملين في البيت الأبيض، وما جاء علي لسان بوش نفسه، فهو ليس في حاجة إلي من يكشف عن حالته النفسية والعقلية، إنما تصريحاته وأقواله تفصح عن هذه الحالة بوضوح

وهذه بعض القصص المسلية، فالسيد «دوبيا»، كما تطلق وسائل الإعلام الأمريكية علي الرئيس بوش عندما كان صبيا صغيرا، كان يستمتع بوضع صواريخ الأطفال في أفواه الضفادع وإشعالها، ثم قفزها في الهواء، مستمتعا بمراقبته للضفادع وهي تنفجر في الهواء

بعض العاملين في البيت الأبيض يقولون: إن الحالة الجسدية والعقلية لبوش أشبه بحالة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان في ولايته الثانية، عندما اضطر المساعدون إلي الكشف عن فجوات الذاكرة عنده، والتي كانت مقدمة لإصابته بمرض الزهايمر، ويقولون: إن حالة بوش حاليا تعيد إلي الذاكرة الأيام الأخيرة للرئيس ريتشارد نيكسون قبل تقديمه استقالته، عندما كان يتجول في قاعات البيت الأبيض، يتحدث إلي لوحات الرؤساء السابقين

وعلي حد وصف أحد المستشارين: هذا يذكرني بأيام نيكسون، كل شخص عدو، وكل شخص يسعي إلي الانقضاض عليه، هذا هو المزاج السائد هنا هذه الأيام

يقول آخر: نحن في حالة حرب، ليس هناك شك في ذلك، لكن الذي لم أعد أعرفه مَنْ هو العدو؟

مساعد آخر يقول: إننا جميعا تحت المراقبة، لن تحتاج أن تضع عمامة أو تتحدث الفارسية لكي تصبح عدوا للولايات المتحدة الأمريكية، يكفي جدا أن تبدي عدم موافقتك علي ما يقوله الرئيس

ويختتم راجي عنايت هذا الفصل بعبارة وردت علي لسان بوش تلخص حالته العقلية: أنا أعرف ما أؤمن به، وسأستمر في طرح ما أؤمن به، وأنا أؤمن بأن ما أؤمن به صحيح

فيه حد فاهم حاجة؟!
أمريكا إلي أين؟ عبارة عن طلقة خرجت من قلم راجي عنايت أصابت النظام الأمريكي وحكم المحافظين الجدد في مقتل، لكنها ليست ضد الشعب الأمريكي الذي يستحق إدارة أفضل من هذه

<< نقول كمان وكمان: لا حل لقضية الإصلاح السياسي والدستوري في البلاد دون حل مشكلة التعامل مع تيار الإسلام السياسي، وعلي رأسه جماعة الإخوان المسلمين

والحل لا يكون بالمنع من السفر، ولا بالاعتقالات ولا بالإرهاب وحكم الطوارئ

الحل بدمج هذا التيار في العملية السياسية، وبقبول هذا التيار الانخراط فيها والاحتكام إلي قواعد اللعبة الديمقراطية، ليست تلك التي يحدد الحزبي الوطني قواعدها، إنما قواعد الديمقراطية الصحيحة التي تسمح بتداول السلطة

لذلك فقرار منع مرشد الإخوان مهدي عاكف وبعض قيادات الإخوان من السفر إلي الأراضي السعودية لأداء العمرة، ليس فقط مصادرة لحقهم كمواطنين في حرية السفر والتنقل، إنما هو في الأصل قرار سياسي قبل أن يكون أمنيا.
وحكم الطوارئ لا يعني إطلاق يد الأجهزة الأمنية لكي تفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب، فإذا أرادت أن تمنع مرشد الإخوان أو أي مواطن من السفر خارج البلاد، فعليها أن تبين الأسباب وراء هذا القرار.
هل هناك مصلحة وطنية وراء المنع؟ هل هو تدبير أمني ضروري لمنع كارثة ستحل بالبلاد؟ هل يفكر المرشد وقيادات الإخوان في تدبير مؤامرة علي الأراضي السعودية؟

هل المنع جاء بقرار مصري أم سعودي؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster