18.3.08

في الممنوع 21/10/2006


ربنا يكون في عون الحكومة.. كيف تعمل والمعارضة نازلة تشكيك فيها وفي إنجازاتها وفي كل تصرفاتها وأعمالها ـ كما قال رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف؟

وليسمح لي الدكتور نظيف أن أختلف معه.. فالمعارضة ليست هي المسؤولة.. إنما المسؤولة هو الحكومة نفسها

كيف تعمل الحكومة وملايين المصريين يدعون عليها صباح.. مساء؟

سأقص علي الدكتور نظيف هذه الحكاية البسيطة.. فلي في السكن جار.. أصبحت أتهرب منه..ليس بسبب دين له في عنقي أرفض تسديده.. ولكن بسبب مطاردة جاري العزيز لي في اليوم الواحد عدة مرات.. وكلها بالطبع تتم بالصدفة البحتة.. وإن كانت الوساوس تقول لي: إنه يعرف مواعيد خروجي وقدومي إلي المنزل.. بحيث أصبح يلاحقني علي مدخل البيت أو علي باب الأسانسير أو علي السلالم

وسبب هروبي منه هو أنه في كل مرة أقابله أو يقابلني فيها يدعو علي الحكومة.. وأحياناً يخص البعض منهم بالدعاء بالاسم.. وأحياناً يشمل الدعاء قيادات في الحزب الوطني

ويستخدم في الدعاء كلمات صعبة.. من المستحيل أن أعيدها علي الرأي العام.. لأنها حرام..ولأن نشرها يحملني مسؤولية قانونية عنها

أما سبب دعاء جاري علي الحكومة والحزب الحاكم.. فهو انقطاع المياه المستمر عن الحي الذي نقطنه

وأعترف بأنني في البداية.. كنت أفرح للقاء جاري.. ربما لبعض نوازع الشر داخلي..والتي هي موجودة بداخل كل إنسان.. لكن نوازع الخير هي التي تشغل المساحة الأكبر.. ودفعني هذا إلي التهرب من جاري ومن سماع دعائه علي الحكومة ورجالها.. بالرغم من أنني أعاني مثله من نفس مشكلته.. ولا أجد لها حلاً.فلا أستطيع مثلاً أن أدق طلمبة حبشية أمام البيت.. لكي تعوضني عن نقص المياه المستمر والمتواصل في هذا الشهر الكريم.. مثلما يفعل أهالينا في القري والنجوع بالأرياف..حتي ولو اختطلت مياه الآبار بالصرف الصحي كما يتحدثون! فهؤلاء لم يجدوا سوي تلك الوسيلة لتعويض نقص المياه عندهم.. لكنني وبقية سكان ثمانية أحياء في القاهرة.. لا نملك استعمال هذه الوسيلة.. حتي ولو تسببت في تسممنا وموتنا

وبعد أيام قليلة بدأت أشعر بالضجر من جاري ومن دعائه المتكرر علي الحكومة وعلي المسؤولين في الدولة.. من كبيرهم إلي كل متسبب في هذه المشكلة

ولا أعتقد أن جاري هو وحده الذي يفعل ذلك.. فالملايين تفعل ذلك لأسباب مختلفة.. وهناك ألف سبب وسبب يدعو المصريين إلي الدعاء علي الحكومة.. ليس الحالية.. إنما الحالية والسابقة وكل حكومات الحزب الوطني

ولذلك فإن فشل الحكومة في عملها.. لا تتحمله المعارضة.. وإنما تتحمله الحكومة نفسها.. والدعاء عليها من المصريين

كيف تواجه الحكومة وكيف يواجه الحزب الوطني مشكلة خطيرة مثل هذه؟

إما باسترضاء الناس واستمالتهم وحل مشكلاتهم والتخلي عن سياسة الفساد والإفساد التي استمرت ٢٥ عاماً

وإما بصدور قرارات اعتقال ضد كل من يدعو علي الحكومة وعلي كبار المسؤولين في الحزب الوطني.. حتي ولو بلغت أوامر الاعتقال ٧٠ مليون مصري

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster