22.3.08

في الممنوع 8/12/2006


في تصريحات صحفية، حذر الرئيس حسني مبارك من تحول لبنان إلي ساحة للقتال، وطالب الأطراف الخارجية بعدم تصعيد الأزمة الراهنة - دون أن يحدد الرئيس مبارك تلك الأطراف - كما دعا الأطراف اللبنانية إلي حل المشكلات بينها عن طريق الحوار

وما أعلنه الرئيس مبارك، هو الموقف السليم والصحيح للخروج من الأزمة اللبنانية الحالية، حيث لا بديل عن الحوار.. والخطر كل الخطر من تدويل الأزمة، وترك القوي الخارجية تعبث بأمن واستقرار لبنان

لكن المعارضة اللبنانية لم تعجبها تصريحات الرئيس مبارك.. وانتقدها علناً الوزير السابق سليمان فرنجية زعيم تنظيم «المردة»، فكيف يستقيم أن تصدر تلك التصريحات عن الرئيس مبارك، في الوقت الذي تقف فيه مصر إلي جانب حكومة فؤاد السنيورة ومجموعة ١٤ مارس؟
أي أن مصر لا تقف علي الحياد، وإنما انحازت إلي فريق ضد فريق آخر.. وهو موقف خاطئ بالطبع، ويقلل من تأثير وفاعلية تصريحات الرئيس مبارك.
إذا انحازت مصر إلي فريق.. فما الخطأ في أن تنحاز سوريا أو إيران إلي فريق آخر؟

إن الصراع الإقليمي والدولي كشف عن تدخله العلني والسافر في لبنان.
السعودية ومصر والأردن ومعها إسرائيل، تؤيد حكومة فؤاد السنيورة ومجموعة ١٤ مارس، وتدعم وجودها واستمرارها وبقاءها في السلطة.. إلي جانب الدعم الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
بينما تدعم كل من سوريا وإيران المعارضة اللبنانية

هذا الصراع الإقليمي والدولي لا يخدم لبنان، ولا يخرجه من أزمته الحالية، بل يعمل علي زيادة تأزيمها وعلي توسيع شقة الخلاف بينهما وعلي تمسك كل فريق بموقفه

مصر يجب أن تبتعد عن هذا الصراع.. وإذا أرادت أن تلعب دوراً، فليكن لصالح لبنان وشعبه وليس لصالح فريق ضد فريق

ففي السبعينيات وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية.. رفعت مصر علي لسان الرئيس الراحل أنور السادات شعار: «ارفعوا أيديكم عن لبنان.. هذا هو الموقف الذي يجب أن تحرص عليه مصر وتدعو إليه اليوم، فالذين يتدخلون اليوم في شؤون لبنان.. عربياً ودولياً.. يلعبون لغير صالح لبنان.. ويدفعون بالأمور نحو الحرب الأهلية من جديد

إن نصف أزمة لبنان الحالية ليس صناعة محلية، إنما صناعة عربية وإقليمية ودولية.. ولبنان يشهد حروب الآخرين علي أرضه، إلي جانب أن التربة اللبنانية تشجع علي قيام مثل هذه الحروب، بسبب التركيبة السياسية والطائفية والمذهبية التي يعيشها المجتمع اللبناني.. فكما أن هذا التنوع المذهبي مصدر قوة للبنان.. فإنه مصدر ضعف كبير.. وهو السبب في الأزمات التي عاشها لبنان علي مدي أكثر من ٤٥ عاماً.. إلا أن إرادة الحياة لدي الشعب اللبناني كانت أقوي وانتصرت في كل أزمة، لكن الثمن في كل مرة كان كبيراً، بل فادحاً.. وفي كل مرة لا تسلم الجرة

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster