22.3.08

في الممنوع 4/12/2006


في كتابه: «نجيب محفوظ.. المحطة الأخيرة»، أكد الأستاذ محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب العرب، صحة الواقعة التي سبق لي نشرها عقب وفاة الأديب الراحل نجيب محفوظ.

قال محمد سلماوي ـ حسبما نشرت «المصري اليوم» في عدد السبت الماضي ـ إن مسؤولا بوحدة المفرقعات بأمن رئاسة الجمهورية اتصل به.. وطلب منه أن يقابله في مساء يوم الوفاة بمستشفي الشرطة بالعجوزة، لإتمام إجراءات تسلم الجثمان، الذي تم التحفظ عليه إلي حين الانتهاء من الجنازة العسكرية، التي أقيمت ظهر اليوم التالي «السبت»، والتي حضرها رئيس الجمهورية.
ودار الحوار التالي بين سلماوي وخبير المفرقعات بأمن الرئاسة:

سلماوي: ماذا تقصد بتسلم الجثمان؟
مندوب الرئاسة: سنؤمنه.. ثم نضع عليه حراسة.. حيث هو في الثلاجة حتي الصباح.. حين تتم عملية الغسل والتكفين والخروج إلي الجنازة العسكرية.. وأضاف: طوال هذه الفترة لن يسمح بالاقتراب من الجثمان.
كان سلماوي أمينا ودقيقا في نقل الحوار الذي دار بينه وبين خبير المفرقعات في أمن الرئاسة.. ويستطيع القارئ أن يفهم الباقي.. وأن يفسر ما بين السطور.

وما بين السطور، هو أن خبير المفرقعات في أثناء عملية الغسل.. قام بتمرير أجهزة الكشف عن المفرقعات علي جسد أديبنا الراحل.. خشية أن تقوم جماعات إرهابية بوضع متفجرات داخل جسده.. وهذا ما كشفت عنه مصادري من داخل مستشفي الشرطة.. عندما تناولت هذه الواقعة، وكتبت عنها بعد أيام من وقوعها.. وأثارت ردود فعل واسعة.. وتساؤلات كثيرة.

هل إلي هذه الدرجة المبالغة في تأمين موكب رئيس الجمهورية.. بما فيها انتهاك حرمة الموتي.. بوضع أجهزة الكشف عن المفرقعات علي جسدهم؟ خاصة أننا نتحدث عن قامة أدبية كبيرة هي نجيب محفوظ.. الذي لم يطلب أن تقام له جنازة عسكرية.. إنما كان مطلبه أن تقام له جنازة شعبية من حي الحسين، الذي ولد وعاش سنوات طفولته فيه.

لكن وصية أديبنا الراحل لم تنفذ.. فالجنازة الشعبية لم تتحقق كما أراد، بسبب الإجراءات الأمنية.. وبسبب التحفظ علي الجثمان إلي حين أن تقام الجنازة العسكرية التي سيحضرها رئيس الجمهورية

لماذا أعود إلي الكتابة عن هذه الواقعة من جديد؟
السبب الأول هو توثيقها في كتاب «محمد سلماوي» عن رحلته مع نجيب محفوظ.. كشاهد عيان عليها، والسبب الثاني هو عدم تكرارها، احتراما لقدسية وحرمة الموتي.. فمن الأفضل أن تلغي الجنازة العسكرية التي أقيمت لأديبنا الراحل أو لا يحضرها رئيس الجمهورية.. ولا توضع أجهزة الكشف عن المفرقعات علي جسد نجيب محفوظ.
مش كده.. ولا إيه؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster