13.3.08

في الممنوع 25/8/2006


في عالمنا العربي ٢٨ رئيسا وملكا وأميرا وسلطانا.. وفيه مئات الوزراء.. وفيه أيضا الآلاف من كبار المسؤولين.. ومع ذلك لم نسمع في يوم من الأيام أن حاكما من هؤلاء أو وزيرا أو مسؤولا كبيرا.. تم تقديمه إلي المحاكمة أو أن الشرطة قامت باستدعائه للتحقيق معه في قضية فساد مالي أو أخلاقي.. كالتي اتهم بها مؤخرا الرئيس الإسرائيلي كساف.. واستمر التحقيق معه ٧ ساعات كاملة في قضية أخلاقية بطلتها موظفة سابقة في مقر عمل الرئيس كساف.. اتهمته فيها بمحاولة إجبارها علي ممارسة الجنس معها.
وقبلها بأيام قليلة اضطر وزير العدل الإسرائيلي إلي تقديم استقالته من منصبه بسبب قضية تحرش جنسي أخري.. مقصورة هذه المرة علي بعض الألفاظ الخادشة للحياء صدرت عنه.

لماذا يحدث هذا في إسرائيل؟ ولماذا لم نسمع عنه في عالمنا العربي؟ لماذا لم يستدع رئيس أو حاكم عربي مثل الرئيس كساف في قضية تحرش جنسي؟ ولماذا لم يتهم وزير عربي ويستدعي إلي التحقيق معه ويجبر علي تقديم الاستقالة مثل وزير العدل الإسرائيلي؟

هل ـ وأرجو ألا يشطح خيالي بعيداً ـ لأن حكامنا ووزراءنا وكبار مسؤولينا العرب.. شرفاء وأطهار وأتقياء ويراعون الله في كل شيء.. ولا يفكرون في ارتكاب الفاحشة.. التي نهانا الله عن ارتكابها.. إلي جانب المنكر والبغي.
هل لأن الطبقة السياسية في إسرائيل فاسدة وغير أخلاقية؟
إجابتي هي: لا هذا ولا ذاك.. فلا مسؤولونا أطهارا وأتقياء ولا تخرج العيبة منهم.. ولا إسرائيل وحدها هي التي يرتع مسؤولوها في بحور من الفساد المالي والأخلاقي.

السبب في رأيي يرجع إلي أننا لا نعرف هذا النوع من الاتهامات.. بينما تعرفه إسرائيل والمجتمعات التي بها مساحة كبيرة من الشفافية، خاصة فيما يتعلق بالمواطن وبمشاركته في اتخاذ القرار.
ونحن في عالمنا العربي نعيش في مجتمعات بعيدة عن الشفافية.. وإذا أردنا الحقيقة فنحن في غياب كامل عنها.

وما أقوله ليس حكما مطلقا.. فهو ينطبق علي إسرائيل فيما يخص الشأن الداخلي.. فهو شفاف وديمقراطي وحر.. ولا يستطيع أكبر مسؤول حتي ولو كان رئيس الدولة أن يتهرب من المحاسبة والمساءلة.. ووضعه القانوني والدستوري.. لا يعطيه الحق في أن يكون فوق القانون والدستور.. وتستطيع الشرطة أن تلاحقه وتستدعيه للتحقيق معه مثل أي مواطن آخر إذا ما ارتكب جريمة فساد مالي أو أخلاقي أو حتي مجرد توجيه الاتهام إليه فيها.

أما فيما يخص الشأن الخارجي.. فالمجتمع الإسرائيلي عنصري وفاسد حتي النخاع في تعامله مع الآخرين.. مثل دعمه المطلق وغير المحدود للسياسات التي استهدفت التوسع والتدمير والقتل.

وقد يرد المسؤولون العرب.. بأن النتيجة هي التعادل.. فهم يفعلون بشعوبهم ما يحلو لهم دون أن يكون لهذه الشعوب الحق في محاسبتهم ومساءلتهم.. لكنهم في نفس الوقت لا يفكرون في الاعتداء علي حقوق الآخرين.
والصحيح من هذه المقولة.. إن حكامنا لا يفكرون في الاعتداء علي حقوق الآخرين مثلما تفعل إسرائيل، لكنهم يعجزون أيضا عن الدفاع عن حقوق شعوبهم أمام إسرائيل، ويصبح السؤال: إذا كان هذا هو وضعكم، فلماذا تحرموننا من الاستمتاع بفضائحكم المالية والأخلاقية؟ لكي نكتشف الفارق بين الرجولة في إدارة شؤون البلاد والرجولة في الفراش

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster