31.3.08

في الممنوع 16/12/2006


بعد عودة الرئيس حسني مبارك من ألمانيا.. ضمن جولة خارجية.. زار فيها عدداً من الدول الأوروبية هي: أيرلندا وفرنسا وأخيراً ألمانيا.. حل الرئيس المجري لاسلو شوليوم ضيفاً علي مصر.. في زيارة استغرقت يومين «الاثنين والثلاثاء الماضيين».
والحقيقة أن الأمور اختلطت أمامي.. فلم أعد أعرف هل هذا شيء إيجابي، ويرفع من شأن مصر ويزيد من وزنها الدولي، أم أنه شيء سلبي! فما كل هذه الزيارات التي يقوم بها الرئيس مبارك إلي الخارج.. وما كل هذه الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أجانب إلي مصر، فلا توجد دولة في العالم - ولا يوجد رئيس في العالم غير مصر ورئيس مصر - تشهد مثل هذا العدد الضخم من الزيارات!
هل هذا يضيف إلي رصيد مصر أم أنه إضاعة للوقت وللجهد؟ وإذا كان إضافة إلي هذا الرصيد، فهل لنا أن نسأل ما هو هذا الرصيد؟ إن دور مصر ووزنها وقدرها وحجمها تقلص في العشرين سنة الأخيرة.. وهذه حقيقة غير قابلة للتشكيك فيها، فما الذي استفادته مصر من هذه الزيارات المكوكية.. سواء زيارات الرئيس مبارك إلي الخارج أو زيارات المسؤولين الأجانب إلي مصر؟

هل هذه الزيارات تأتي علي حساب الاهتمام بالداخل.. وعلي حساب تيسير مصالح وحل مشاكل المواطنين؟

إن رئيس الجمهورية - وهو في مصر كل شيء - يعطي ٧٠ أو٨٠% من وقته وجهده لهذه الزيارات.. وللزيارات المضادة، وما يتبقي من وقت وجهد هو لقضايا الداخل

لكن هذا مردود عليه من البعض.. فهذه الزيارات في النهاية تصب في مصلحة المواطن ولخدمة قضاياه.. وهي ليست للفسحة

ويبقي السؤال مطروحاً: حتي ولو كان هذا الرد أو هذا الاستنتاج صحيحاً.. فهل هو يبرر هذا العدد الكبير.. بل الخارق من الزيارات؟ وهو سؤال مهم.. فحسب ما نشرته صحيفة «الدستور» - في عددها قبل الأخير - فإن عدد الزيارات التي قام بها الرئيس مبارك إلي الخارج منذ توليه السلطة عام ١٩٨١ وحتي اليوم، بلغ ٤٥٢ زيارة.. منها ٢٤٣ زيارة للدول العربية و١٤٩ زيارة لدول أوروبية

فرنسا وحدها كان نصيبها ٤٨ زيارة، وألمانيا ٢٥ زيارة، وأمريكا ٢١ زيارة.. وإيطاليا ١٨ زيارة... إلخ.
وهذا عدد كبير جداً من الزيارات ولا مثيل له سوي من رئيس مصر.. وساعات كثيرة أنفقت - ولا أقول بددت - عليها.. فهل تساوي العائد منها؟ أو حتي النصف أو الربع؟

لا أملك إجابة.. والأمر يحتاج إلي دراسة وإلي وقفة.. والمشكلة الحقيقية في أن أحداً من المقربين من الرئيس لا يستطيع أن يصارحه أو يناقشه أو حتي يفاتحه في أمر مثل هذا أو في غيره.. فلا يصل إلي الرئيس سوي ما يريد الرئيس سماعه ويحب أن يسمعه.. وما عدا ذلك فالرئيس يضيق به، وليس لديه خلق أو طاقة علي الاستماع إليه

سفريات وزيارات الرئيس مبارك إلي الخارج.. والتي بلغت ٤٥٢ زيارة حتي الآن.. وأيضاً زيارات الرؤساء الأجانب إلي مصر.. ملف من الأهمية مناقشته وحسمه في دوائر صنع القرار.. قبل أن يفتح ويطرح علي الرأي العام.
ما الإيجابي وما السلبي وما العائد الذي تحقق من زيارات الرئيس مبارك إلي الخارج.. ومن الترحيب بزيارات المسؤولين الأجانب إلي مصر وما أكثرها هي الأخري؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster