18.3.08

في الممنوع 15/10/2006


بريشة وبقلم الفنان المبدع «جمعة» صور اثنين من المواطنين يقفان أمام رئيس الوزراء وجيوبهما خاوية، والدكتور أحمد نظيف يشخط فيهما: يعني إيه مش لاقيين تاكلوا.. ما عندكو موائد الرحمن.

صحيح ما عندكوا موائد الرحمن، هذه اللوحة لخص فيها «جمعة» سياسة الحكومة تجاه مواطنيها، وهي التخلي المستمر عن المواطن في غذائه وكسائه وعلاجه وفي جميع شؤون حياته، فيما عدا شيء واحد هو زيادة إحكام قبضتها الأمنية عليه.

وبعد أن تفرغ من قراءة الكاريكاتير، وتنزل بعينيك إلي أسفل علي باب «اجتماعيات» تقرأ عشرات الإعلانات المبوبة، كلها تطالبك وتدعوك وتستحسك بالتبرع لهذا المشروع أو ذاك.

جمعية رعاية الأورام بطنطا تناشد المساهمة لشراء أحدث جهاز للعلاج بالإشعاع.

جمعية أصدقاء قصر العيني تدعوكم لمساعدة مرضي الخدمة المجانية بمستشفيات جامعة القاهرة.
السندس للأيتام المعاقين: اكفل طفلا يتيماً.

معهد القلب القومي.. يقبل التبرعات علي حساب...
وحدة علاج العقم وأطفال الأنابيب.. مستشفي النساء جامعة عين شمس، تدعو أهل الخير للتبرع للوحدة لمساعدة المحتاجين.

وحدة د. علي خليفة لتشخيص الأورام ـ كلية الطب جامعة عين شمس تدعو أهل الخير للتبرع للاستمرار في عملها، في متابعة مرضي الأورام بأحدث الأجهزة العالمية.

وأكثر من نصف هذه الجهات حكومية أو تابعة للجامعات المصرية، ومع ذلك تنشر النداءات عبر الصحف وتدعو المصريين إلي التبرع.

ولاشك أن في هذا العمل الخيري والإنساني جانبه الإيجابي، فهو يظهر أفضل ما في الإنسان وهو عمل الخير، وتضافر جهود أفراد المجتمع في كفالة بعضهم البعض، دون انتظار للمبادرات الحكومية في تقديم هذه الخدمات بصورة جيدة للمواطنين.

لكن هذه الإعلانات تكشف عن حقيقة أخري، لم تعد الحكومة نفسها تخفيها، ولا تتبرأ منها، وهي عجزها عن تقديم هذه الخدمات للمواطنين حتي في أشد الخدمات احتياجا وهي الصحة، فليس أمام المريض سوي الموت إذا لم يكن قادرا علي تحمل مصاريف علاجه، والباب الآخر الذي أمامه هو هذه الجهات التي تقدم الخدمة مجانا بمساعدة أهل الخير.

وهذا في رأيي ينفي وجود الحكومة، ويلغي دور الدولة التي لا تكتفي بالتخلي عن دورها وهي لا تنكر ذلك، كما اعترف أمين السياسات بالحزب الوطني علي شاشة التليفزيون المصري، بأن الدولة في حاجة إلي مساندة المجتمع والقطاع الخاص في تقديم هذه الخدمات، وأنها لم تعد قادرة علي تقديمها وحدها.

والسؤال: ما الذي جعل الدولة غير قادرة؟ ولماذا هي ضعيفة في تقديم الخدمات للمواطنين، بينما هي تكشر عن أنيابها عندما يقترب أحد من أسلوبها وطريقتها في الحكم؟
الدولة أو حكومات الحزب الوطني هي التي تسببت في إصابة الملايين بالأمراض، من الهواء الملوث.. والمياه الملوثة المخلوطة بمياه الصرف الصحي، وهذه مسؤولية الحكومة لأنها لم توفر لرعاياها مياه الشرب النقية بالكميات التي يحتاجونها.. ثم بالأغذية الفاسدة أي أنها تتسبب في قتل المواطنين وتتخلي عن علاجهم، وهذه الحكومات وهذا الحزب الذي تنتمي إليه هو الذي سيعبر بنا نحو المستقبل

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster