18.3.08

في الممنوع 14/10/2006


في النصف الأول من «الأهرام» عدد أمس.. اجتماع الرئيس حسني مبارك بعدد من الوزراء لمناقشة القضايا الجماهيرية.. وتطرق الرئيس إلي مشكلة نقص المياه في مدينة نصر وفي عدد من أحياء القاهرة.. وقام وزير الإسكان المهندس أحمد المغربي بالرد علي سؤال الرئيس.. بأن المشكلة سوف تنتهي بعد استيراد عدد من طلمبات المياه.
يفهم من كلام الرئيس مبارك ومن رد وزير الإسكان عليه، أن المشكلة انتهت أو هي في سبيلها إلي الحل قريباً

وفي النصف الأسفل من نفس الصفحة، أشارت «الأهرام» إلي الاجتماع العاصف للمجلس الشعبي المحلي لمحافظة القاهرة، الذي حضره المحافظ عبدالعظيم وزير.. وتطرق الحديث إلي انقطاع المياه عن بعض المناطق في القاهرة لمدة أربعة أيام كاملة.. وأنها تخص ٢ مليون مواطن، وإلي عدم قيام الأجهزة المختصة بعمل الصيانة الدورية لمحطات المياه.. ثم إلي الأخطر وهو زيادة عدد الطحالب في المليمتر المكعب من المياه إلي ١٢ ألفاً مما قد ينتج عنه ظهور أمراض خطيرة تضر بصحة المواطن.. في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بعدم زيادة الطحالب علي ١٢٠٠ طحلب في المليمتر المكعب.. أي بزيادة عشرة أضعاف تقريباً.
والفارق بين الصورتين وبين الاجتماعين كبير وشاسع.. بين اجتماع الرئيس مبارك بعدد من الوزراء وبين اجتماع المجلس الشعبي المحلي للقاهرة

فالمشكلة كما فهمها الرئيس مبارك وكما عرضت عليه.. ليست هي نفسها من حيث الحجم والاتساع والخطورة التي تمت بها مناقشتها في اجتماع مجلس محلي القاهرة

الرئيس مبارك يتكلم عن نقص المياه في بعض المناطق.. بينما هي في حقيقة الأمر.. تعرض أكثر من ٢ مليون مواطن للموت المحقق بسبب هذه الطحالب السامة والضارة بصحة الإنسان والمنتشرة في مياه الشرب

وهذا يثير قضية أخري فرعية حول ما يصل إلي الرئيس مبارك من معلومات.. وما تقوم به الحكومة بالرد علي أسئلة الرئيس.. فما يصله هو أقل القليل.. ويأتي رد الحكومة أو الوزير المختص كنوع من تسديد الخانات.. أو تلك الردود التي تقوم بها أجهزة العلاقات العامة في الوزارات.. من أن كل شيء تمام.. أو هو في طريقه إلي الحل.. وترتاح الحكومة.. وترتاح الدولة لتلك الطريقة في مناقشة قضايا الجماهير

ثم هناك قضية ثالثة وهي التحرك البطيء.. بل والقاتل لأجهزة الدولة ولمسؤوليها علي المستوي الرسمي والشعبي.. فهذه المشكلة الكبيرة ظهرت منذ أكثر من شهر.. وبالتحديد منذ اليوم الأول لمؤتمر الحزب الوطني الأخير.. ولاتزال المشكلة قائمة.. وأمس الأول «الخميس» ناشد المجلس المحلي للقاهرة.. رئيس مجلس الوزراء سرعة التدخل لحل المشكلة.
يا نهار زي قرن الخروب.. الرئيس يسأل ووزير الإسكان يرد وينهي المشكلة.. والمجلس المحلي للقاهرة يناشد رئيس الوزراء سرعة التدخل

نحن إذن أمام حكومة وأمام دولة مصابتين بانفصام في الشخصية.. وأمام ترد في الأداء الحكومي.. وأمام حكومة تقتل المواطنين بلا نزعة من ضمير.. وأمام حزب حاكم أجندة أولوياته ليست قضايا الجماهير في مقدمتها.. ومع ذلك يطالبوننا بعدم القذف والسب في حق الحكومة.. ولا في حق أحد.. إن ما يجري من أداء هابط وعدم إحساس بالمسؤولية.. يخرجنا عن الملة وعن الدين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster