16.3.08

في الممنوع 23/9/2006


في المناسبات الحزينة، يقوم الرؤساء والملوك بتقديم واجب العزاء مثل حالات الوفاة والكوارث وغيرها التي تحل ببعض البلدان.
وفي المناسبات السعيدة، يرسلون برقيات التهنئة لبعضهم البعض.. وتختلف تلك المناسبات وتتعدد.. ما بين عيد قومي إلي الاحتفال بمناسبة ما.
لكن في بعض المناسبات، يحتار المرء في تصنيفها. هل هي مناسبة سعيدة أم تعيسة؟ ثم سعيدة أم تعيسة بالنسبة لمن؟ فقد تكون سعيدة بالنسبة للحاكم.. وتعيسة بالنسبة للشعب أو العكس.
وهذه الأيام تنهال برقيات التهنئة علي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من أشقائه الرؤساء والملوك العرب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.. التي أظهرت نتائجها حصوله علي أكثر من ٨٢% من نسبة الأصوات.
هل بعد ٢٨ عاماً من حكم البلاد وبداية وصول الرئيس صالح إلي السلطة في عام ١٩٧٨ نهنئه بالفوز في الانتخابات؟
ما هو الجديد في ذلك؟ وهل التهنئة بالفوز كانت بسبب المنافسة القوية مع بقية المرشحين الآخرين؟

وحتي أكون صريحاً أكثر.. هل الرئيس صالح يستحق التهنئة؟ لقد كان معروفاً مقدماً أنه سيفوز.. وأن الفوز سيكون كاسحاً وساحقاً.. لأن ٢٨ عاماً من البقاء في حكم البلاد.. قضت علي أي أمل لدي الشعب اليمني في تداول السلطة. والانتخابات الرئاسية ما هي إلا تمثيلية.. الهدف منها أن يحلق الرئيس صالح رأسه بدلاً من أن يحلقها له الآخرون.. وهو التعبير الذي قاله في أعقاب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وبداية حديث الولايات المتحدة الأمريكية عن روشتة الإصلاح السياسي والديمقراطي في العالم العربي.

أي أن التغيير الذي حدث في اليمن بعد الانتخابات، هو تغيير نوع الحلاق أو تغيير نوع الحلاقة فقط. إن التغيير هو إحدي سُنن الحياة التي خلقها الله في الكون.. والرئيس صالح أو أي رئيس عربي آخر ليس استثناء من هذه القاعدة الربانية.. حتي ولو اعتبره شعب اليمن أحد الأنبياء، وأنه حقق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ اليمن.. فمن الطبيعي أن يغادر الرئيس صالح السلطة بغير الطريق الإلهي.. ومن حق الشعب اليمني أن يبحث لنفسه عن بديل أو عن بدائل أخري أمامه.. وأن تترك له فرصة حقيقية للاختيار.

لكن.. لا الشعب اليمني أمامه فرصة.. ولا الشعب المصري أمامه فرصة.. ولا كل الشعوب العربية أمامها فرصة لحدوث إصلاح سياسي وديمقراطي حقيقي.
أمامهم فقط حلق الرؤوس علي طريقة الرؤساء العرب.. التي تبقيهم في السلطة.. وأمامهم برقيات التهنئة بمناسبة التمديد لهؤلاء الحكام وبقائهم علي قلوب شعوبهم باسم الديمقراطية والانتخابات الحرة المزيفة! وهي بالنسبة للشعوب برقيات تعزية وليست تهنئة

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster