15.3.08

في الممنوع 14/9/2006


بمناسبة مؤتمره السنوي الرابع الذي سيقام يوم ١٩ سبتمبر الجاري.. يذيع الحزب الوطني، إعلانا في العديد من الصحف وعلي شاشات التليفزيونات والمحطات الفضائية.. وحتي علي شاشة قناة روتانا سينما «اوعي تغمض عينيك..» لم يتركها الإعلان.
يقول الإعلان في نهايته: الحزب الوطني الديمقراطي.. الفكر الجديد.. انطلاقة ثانية نحو المستقبل.
ومعني انطلاقة ثانية.. أنه كانت هناك انطلاقة أولي نحو المستقبل.. فما هي ياتري؟

هل هي التعديل الذي أجري علي المادة ٧٦ من الدستور التي خرجت مشوهة وأسفرت عن انتخابات رئاسية، لا تختلف في جوهرها ومضمونها عن الاستفتاء علي رئاسة الجمهورية، ثم عن وجود مرشح واحد ووحيد للحزب الوطني في أي انتخابات رئاسية قادمة.. بدون منافس وبلا منازع.. وبص شوف الحزب الوطني بيعمل إيه

هذه المادة بعد تعديلها بهذه الطريقة الممجوجة والتي كشفت عن حالة التخلف العقلي التي نعيشها، هي التي أعطت الحق لمن يريد أن يشكك في صدق نوايا الحزب الوطني وفي التمسك بفكرة أن التوريث قادم قادم لا محالة.. ثم أكد هذا السيناريو الرفض القاطع للحزب الوطني، إدراج تعديل المادتين ٧٦ و٧٧ من الدستور علي جدول أعمال مؤتمره الرابع.. ضمن التعديلات الدستورية التي سيطرحها في الفترة القادمة

فأين هي الانطلاقة الثانية نحو المستقبل والحزب الوطني يرفض تصحيح مسار الانطلاقة الأولي العرجاء؟!
لقد كشفت الانطلاقة الأولي للحزب الوطني عن نصف الحقيقة في ملف التوريث، الذي سيقود مصر إلي المجهول وليس إلي المستقبل.. أما الانطلاقة الثانية التي تم الإعلان عنها، وسيتم تدشينها رسميا يوم ١٩ سبتمبر الجاري في المؤتمر الرابع للحزب الوطني، هي التي ستكشف عن النصف الثاني من الحقيقة.. ثم سيتولي مجلس الشعب وتابعه الشوري، تنفيذ التعليمات التي ستصدر لهما من أمانة السياسات.. لإضفاء شرعية علي التوريث.. وبما يضمن انتقالا سلمياً وسلساً إلي السلطة

والبعض يسأل: إذا كانت هذه هي انطلاقات الحزب الوطني نحو المستقبل.. الأولي ثم الثانية.. ثم ستتوالي التوابع... كما كانت تقول حكومات الحزب الوطني في السابق وعلي لسان الرئيس حسني مبارك: لقد انتهت مرحلة من العمل الوطني الجاد والصادق بحمد الله وبدأت مرحلة جديدة.. وبدأت مراحل وانتهت مراحل... ولم يعرف الشعب ما الذي أسفرت عنه تلك المراحل غير النتائج التي يعيشها والأزمات التي يتعرض لها كل يوم

الآن بدأت الانطلاقات.. وبدأ سيناريو التوريث.. فما هو البديل في رأي البعض لهذا التوريث؟!
والسؤال قد يبدو طبيعيا.. لكن تنفيذه مستحيل، لأن وجود سيناريو مضاد.. يعني أن يمتلك أصحاب هذا السيناريو المضاد.. قوات أمن مركزي جاهزة للسيطرة علي الشارع.. وقوات حرس جمهوري.. وجهاز مخابرات.. ومجلساً تشريعياً جاهزاً هو الآخر لسن القوانين.. ثم إلي آلة إعلامية ضخمة تعمل في خدمة هذا السيناريو الماضي

والمعارضون للتوريث لا يملكون شيئاً من ذلك.. ولا يستطيعون حمل السلاح للوقوف في وجه من يخططون وينفذون لتطبيق سيناريو التوريث.. فإذن لا يطالبهم أحد بالبديل غير الديمقراطي..البديل الديمقراطي هو تعديل المادتين ٧٦ و٧٧ من الدستور.. وبدون ذلك فالانطلاقة الثانية هي نحو المجهول الذي أصبح معلوما.. والذي لدي إيمان قوي بأن الذات الإلهية ستتدخل في اللحظة الأخيرة لمنعه.. وحبًا وكرامة لهذا الشعب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster