16.3.08

في الممنوع 30/9/2006


دخل لبنان مرحلة الخطر.. وبدايات حرب أهلية.. وصعَّد كل فريق من لهجته وخطابه العدائي تجاه الآخر

ما يسمي بمجموعة ١٤ مارس التي يتزعمها النائب سعد الحريري وتيار كتلة المستقبل وتتشكل منها حكومة فؤاد السنيورة.. ماضية في خطتها الرامية إلي نزع سلاح حزب الله.. معتمدة في ذلك علي ما سمته الشرعية الدولية.. وهو تنفيذ القرار ١٥٥٩ والقرار ١٧٠٦، وواصل هذا الفريق هجومه علي المقاومة اللبنانية ومناصريها العماد ميشيل عون وحركة أمل بزعامة نبيه بري رئيس مجلس النواب.. متهمة إياه بتدبير حملة اغتيالات جديدة في الشهور القليلة المقبلة.. وهي نفس الاتهامات التي تزامنت في توقيتها مع الاتهامات التي وجهتها كوندوليزا رايس.
وفي المقابل يتهم فريق المقاومة.. مجموعة ١٤ مارس بالعملاء للسفارات الأجنبية.. بخاصة الأمريكية والفرنسية والبريطانية.. وبأنهم يعملون لحساب تلك السفارات ويمدونها بالمعلومات الكاذبة

هذا السجال السياسي العنيف الذي تعودت عليه الحياة السياسية في لبنان.. فاق كل حد وبلغ بالفعل مرحلة الخطر.. وخطوة واحدة قصيرة إلي الأمام بالنزول إلي الشارع سوف يحدث مالا تحمد عقباه.. ومن ثم الوقوع في مستنقع الحرب الأهلية من جديد.

والجامعة العربية ـ ولا داعي من الحديث عن مصر ـ لاوجود لها
والسودان هي الأخري.. علي بدايات مرحلة الصدام مع المجتمع الدولي الذي تقوده أمريكا.. وأعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن حكومة السودان سوف نجبرها علي الانصياع لقرار مجلس الأمن ١٧٠٦ الداعي إلي إرسال قوات دولية إلي إقليم دارفور.. وهو القرار الذي أعلنت السودان علي لسان رئيسها عمر البشير رفض تنفيذه تحت أي ضغوط بما فيها استعمال القوة المسلحة.

بينما لاتزال مصر ـ وهذا هو الطريف ـ تتحدث علي لسان وزير خارجيتها أحمد أبوالغيط عن إمكانية تقريب وجهات النظر بين الطرفين.. وحتي بعد دخول القوات الدولية إلي السودان سيظل يتحدث أبوالغيط عن تقريب وجهات النظر.. وهو كلام مضحك ويصدر للاستهلاك فقط.
والجامعة العربية غائبة من جديد.. وتنتظر مع الشعوب العربية موعد التنفيذ.

والفلسطينيون ليسوا بأفضل حال.. فهم يعيشون الآن في أجواء حرب أهلية.. وقياداتهم الفاسدة في كل من حركتي فتح وحماس.. يغلبون مصالحهم الشخصية علي مصالح الشعب الفلسطيني.. بل ويتاجرون بآلامه ومعاناته.. بينما مصر ومعها الأردن مشغولتان بقضية الإفراج عن الجندي الأسير لدي حماس «شاليط» وكأن الإفراج عنه هو الذي سينهي الصراع العربي ـ الإسرائيلي.. وهو الذي سيعيد للفلسطينيين حقوقهم.

والجامعة العربية مرة ثالثة غائبة.. كما هي غائبة في كل ملف وفي كل قضية.

ثم هناك العراق.. والتصعيد الأمريكي الجاري حاليا ضد سوريا.
أي عالم عربي هذا الذي نعيش فيه.. وأي حكام عرب هؤلاء الذين يجلسون علي عروش محمية بالأمن.. لا بحب الشعوب.. بل وأي شعوب عربية هذه التي تستحق الحياة وجديرة بصنع المستقبل


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster