14.3.08

في الممنوع 31/8/2006


ما أشبه قطارات هيئة السكك الحديدية.. بنظام الحكم الحالي. ما ينطبق علي السكك الحديدية.. ينطبق بحذافيره علي نظام الحكم.. فكلاهما انتهي عمره الافتراضي.
ولم يخطئ الذي قال: إن هيئة السكك الحديدية تأتي في الأهمية قبل قناة السويس.. ومع ذلك فوضع الهيئة وقطاراتها وخطوط تشغيلها وكل ركن فيها.. لم يلحق به التطوير والتحديث والإصلاح منذ ١٠٠ سنة.. إلي أن وصلت إلي ما وصلت إليه.. من تكرار وقوع كوارث القطارات وسقوط الضحايا بالعشرات بين قتلي وجرحي

وكنوع من المساهمة في الحل.. رحب الرئيس حسني مبارك بمشاركة القطاع الخاص في إنشاء خطوط سكك حديد جديدة.. مع الإبقاء علي الهيئة وعلي خطوطها الحالية.. أي دون أن تلحق بها عملية البيع أو التفكير في خصخصتها.
وأتفق مع الرئيس مبارك في عدم خصخصة هيئة السكك الحديدية.. والحرص علي البقاء عليها مملوكة للدولة كمرفق مهم وحيوي يستعمله ما يقرب من ٦٠٠ مليون راكب سنوياً.. لكن اقتراح الرئيس مبارك بتشجيع القطاع الخاص.. لن يجد طريقه إلي التنفيذ.. فمن هو رجل الأعمال الذي لديه القدرة علي إنشاء خطوط سكك حديد جديدة.. وفي أي مكان ستنشأ هذه الخطوط.. وبأي تكلفة.. وهل ستمده الدولة بالأرض مجاناً أو ستبيعها له بأسعار رمزية.. ومقابل ماذا؟

إذن هي فكرة خيالية.. ومشاركة القطاع الخاص تعني خصخصة هيئة السكك الحديدية في النهاية.. ولا يمكن فهمها علي نحو آخر.
والمشكلة التي تعاني منها الهيئة هي - كما وصفها تقرير صادر عن الحزب الوطني عام ٢٠٠١ - انتهاء عمرها الافتراضي.. وهذا مرتبط أيضاً بانتهاء العمر الافتراضي لنظام الحكم الحالي.. في أنه ترك هيئة السكك الحديدية دون تطوير وتحديث علي امتداد أكثر من ٢٥ عاماً.. وهو عاجز عن الوصول إلي هذا الهدف وتحقيقه.. لأنه أصلاً في حاجة إلي عملية تطوير وتحديث هو الآخر.
إن فاقد الشيء لا يعطيه.. ونظام الحكم الحالي لا يتطور ولا يتحدث ويدور في حلقة مفرغة وعمره الافتراضي انتهي منذ سنوات طويلة.. وأصبح يعاني من الترهل والإفلاس.. فكيف تصبح لديه القدرة علي تطوير وإصلاح السكك الحديدية أو تطوير وإصلاح أي شيء في مصر

إن الحالة الصحية لنظام الحكم.. لم يعد يصلح معها أي إصلاح.. لسبب بسيط، هو أنه غير قادر علي اتخاذ قرار الإصلاح.. هو فقط يلف ويدور ويناور للبقاء مدة أطول.. بشخوص حكامه الحاليين أو بحكام جُدد.. لا يملكون أي رؤية للإصلاح سوي الرغبة والتآمر للقفز علي السلطة.
لا إصلاح لأوضاع هيئة السكك الحديدية.. سوي بإصلاح أوضاع نظام الحكم الحالي.. وكلاهما انتهي عمره الافتراضي.. وإصلاح نظام الحكم يسبق أي إصلاح.. فماذا في مقدور وزير النقل المهندس محمد منصور أن يفعل سوي القيام بعدة عمليات ترقيع وليس إصلاح ما فعلته حكومات الحزب الوطني بنا وبهيئة السكك الحديدية؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster