في الممنوع 25/10/2006

لو فعل كل اللصوص والمرتشين والقتلة والكذابين والأفاقين، ما فعله «مصطفي الهلالي» في مسلسل «سكة الهلالي» لتخلصت البلاد من الفساد بجميع أنواعه وصوره: السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي

لو تطهر كل لص ومرتش وقاتل وكذاب ومنافق وأفاق، واعترف بجريمته أو بجرائمه لتحقق الإصلاح السياسي والاقتصادي في يوم وليلة

لن نحتاج إلي الخلافات والمشاحنات، ولن يغيب عنا الطريق إلي الإصلاح، ولا إلي رؤية أمانة السياسات الظلامية أو «الانقلابية» نحو المستقبل، ومستقبل البلاد سيظهر واضحا وجليا أمام الأعمي والبصير، ولن نحتاج إلي نظارة معظمة، لكي نري علي بعد مترين مربعين أمامنا، ولن يدور خلاف حول المادتين ٧٦ و٧٧ من الدستور، ولا حول أي قضية أخري.
كل الخلافات ستمحي، والحقيقة ستبدو واضحة كالشمس ولن يختلف عليها أحد، لأن الخلافات الشخصية ستكون مستبعدة، والصالح العام هو الذي يتحكم في كل قرار وفي كل رأي

الحل الذي قدمه المؤلف يوسف معاطي، وجسده في شخص النائب «مصطفي الهلالي» الذي قام بدوره النجم «يحيي الفخراني»، وهو أن تصحو ضمائرنا، وأن نعترف بجرائمنا وأن نكون مستعدين لدفع الثمن عن هذه الجرائم.
وهو حل مثالي، بل خيالي وغير قابل للتطبيق، فلا يوجد لص أو مرتشٍ أو أفاق يعترف بأخطائه وبجرائمه، ثم إن الآليات والأجهزة الرقابية التي تطارد الفساد أضعف من أن تحقق الهدف من محاربة الفساد، فالدولة وأجهزتها تحاربه وتكشف عنه علي حسب الطلب، ولأسباب في الغالب شخصية، وليس لأنها تريد محاربة الفساد فعلا، فالذين بيدهم محاربة الفساد هم أنفسهم فاسدون، ويستغلون مناصبهم في الإثراء الحرام، وكل فاسد وراءه فاسد أكبر منه

هل يمكن أن نحلم فعلا مع يوسف معاطي، في أن يتطهر الفاسدون من نواب الشعب؟! والفاسدون من السياسيين، خاصة في الحزب الوطني، لأنه يضم أكبر تجمع من الفساد في مصر؟ والفاسدون من رموز المجتمع، والفاسدون في الإعلام الذين يحولون الحق إلي باطل، والباطل إلي حق، ويدافعون عن كل قيمة رخيصة؟

هل يمكن لحلم مثل هذا أن يتحقق وأن يتحول إلي واقع؟

إن الفساد لا يسقط من تلقاء نفسه، إنما يحتاج إلي من يسقطه، فمن غير شعب مصر له مصلحة في إسقاط هذا الفساد؟ فمتي نتحرك قبل أن نتحول إلي حكومات فاسدة، استطاعت أن تفسد الشعب معها؟

وكل سنة وأنتم طيبون