14.3.08

في الممنوع 7/9/2006


هذه الرسالة من المواطن عبدالحميد نصار، أحد قيادات الإدارة المحلية، قد يكون مكانها الطبيعي هو باب بريد القراء، لكنها تستحق أن أفرد لها هذه المساحة، لأنها تلخص كثيرا من المواقف ونتائج السياسات التي تنتهجها حكومات الحزب الوطني مع المواطنين، ولحساب من تعمل تلك الحكومات، هل من أجل مصالحهم أم ضد مصالح المواطنين.
السيد/...

علي مدي ٣٥ عاما عملت فيها في الحكومة وتوليت مناصب قيادية في الإدارات المحلية في أكثر من محافظة كرئيس مركز ومدينة، وخرجت بعدها إلي المعاش عام ٢٠٠٠، وكل يوم يمر أسوأ من السابق، كنت أحصل علي أكثر من ٢٠٠٠ جنيه شهريا: مرتب وحوافز ومكافآت، وبعد خروجي إلي المعاش استقر علي ٧٥٠ جنيها شهريا، وقلت الحمد لله، فأبنائي ثلاثة منهم تخرجوا في الجامعة، والرابع طالب، وزوجتي أحيلت إلي معاش مبكر لظروفي، وكنا نعتمد علي الدعم الذي تقدمه لنا الدولة في بطاقة التموين، لكن للأسف منذ أعوام تتفنن الدولة في رفع هذا الدعم الذي تقدمه تدريجيا، علي سلع الفول والعدس والأرز المسوس والشاي بنشارة الخشب، واستقر الدعم علي الزيت والسكر، وتم تجديد بطاقة التموين في ١٢/١/٢٠٠٣، بعد المراجعة والتأكد من استحقاقنا الدعم.

وفي أغسطس ٢٠٠٦ فوجئنا بتوزيع استمارة من وزارة التضامن الاجتماعي، طلبت منا مراجعة بيانات البطاقة التموينية، وبها البيانات الشخصية لصاحب البطاقة والمرتب أو المعاش، وإجمالي دخل الأسرة وبيان عدد أفراد الأسرة، وبيان بالمرتبات والدخل لكل منهم واعتماد ذلك من جهات العمل.

وعندما اتصلنا بالبقال التمويني، طلب منا استيفاء الاستمارة واعتمادها من جهة العمل وإرفاق:

١- إجمالي الدخل للزوجة والمرتب أو المعاش معتمد من جهة العمل.
٢- مفردات مرتب كل ابن من جهة عمله وإجمالي الدخل له ولزوجته في حالة الزواج.
٣- صور من البطاقة أو الرقم القومي لكل فرد.

يعني ضرورة مراجعة أكثر من سبع مصالح وجهات للحصول علي مفردات المرتب أو المعاش لكل فرد.

والأكثر غرابة هو التوجه بهذه المستندات إلي مقر الحزب الوطني في الحي التابع له السكن ومناقشته وتسليمه المستندات للمراجعة.

ويتساءل عبدالحميد نصار في نهاية رسالته: هل هذه هي الإصلاحات التي يقوم بها الحزب الوطني؟ وكل ذلك من أجل الحصول علي ٣ كيلو زيت و٦ كيلو سكر؟ هل كرامة المواطن الذي خدم الدولة لأكثر من ٣٥ عاما لا تساوي سوي ٣ كيلو زيت و٦ كيلو سكر؟

إنني أفضل أن نعيش بكرامتنا ونموت بلا دعم من الحكومة.
انتهت الرسالة.. التي تلخص رحلة مواطن أمضي ٣٥ عاما في الحكومة.. كيف بدأت؟ وكيف انتهت؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster