18.3.08

في الممنوع 3/11/2006


بذكاء شديد عالجت «المصري اليوم» التصريحات التي أدلي بها الرئيس حسني مبارك والتي أعلن فيها عدم ممانعته «دراسة» إدخال تعديل جديد علي المادة ٧٦ من الدستور.. بما يسمح كما قيل بزيادة فرص الأحزاب السياسية في المشاركة في الانتخابات الرئاسية

علقت «المصري اليوم» علي تلك التصريحات.. من دون أن تكتب حرفاً واحداً

نشرت «المصري اليوم» تصريحات الرئيس مبارك حول المادة ٧٦ ثم نشرت إلي جوارها مباشرة وبعناوين بارزة تصريحات أخري للرئيس مبارك.. حث فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي البقاء في الحكم وترشيح نفسه لفترة ولاية ثالثة عام ٢٠٠٨

وقال الرئيس مبارك في إجابته عن سؤال الصحيفة الروسية «فيرميا نوفوستي»: ما الذي ستقوله للرئيس بوتين؟

سأقول له أن يبقي في الحكم.. ولا يستمع لأحد.. وذلك للمصلحة الوطنية

لاحظ أن تصريحات الرئيس مبارك الأولي تتناقض وتتعارض تماماً مع تصريحاته الثانية. كما لاحظ أن الدستور الروسي لا يسمح لرئيس الدولة بالبقاء في منصبه سوي دورتين رئاسيتين فقط

والرئيس مبارك يريد من الرئيس الروسي أن يقوم بتعديل الدستور من أجل أن يبقي في الحكم مدي الحياة.. وهذا يتعارض مع فكرة تداول السلطة بين القوي والأحزاب السياسية.. وحقها المشروع في الوصول إلي الحكم.. لأن أي رئيس جمهورية وهو في الحكم يستغل سلطاته وإمكانيات الدولة في ترجيح كفته.. وحسم الانتخابات لصالحه.. خاصة في دول العالم الثالث التي لا توجد بها معايير أو قواعد تضمن نزاهة العملية الانتخابية.. وإجراء انتخابات سليمة

يفهم من ذلك أن الرئيس مبارك سوف يعارض وبشدة الاقتراب من المادة ٧٧ من الدستور المصري التي تسمح لرئيس الجمهورية بترشيح نفسه لفترة ولاية ثالثة وخامسة وعاشرة والبقاء في السلطة مدي الحياة.
ويستطيع أي مواطن أن يفهم أيضاً أنه لا قيمة لأي تعديل سيجري إدخاله علي المادة ٧٦ من الدستور التي تحدد شروط وطريقة ترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية.. وأن أي تعديل سيكون لمجرد امتصاص ردود الفعل المعارضة علي المادة ٧٦ بوضعها الحالي.. والذي لم يغير شيئاً في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام الماضي.. فلا رئيس إلا الرئيس.. أو ما يريده الرئيس.. وأي انتخابات رئاسية نتائجها محسومة قبل أن تجري.. ومن يتجاوز هذه الحقيقة أو يبتعد عنها.. سيدفع ثمناً باهظاً من حريته.
هل تفهم من ذلك أن خطوة الرئيس مبارك بعدم ممانعته دراسة إدخال تعديل جديد علي المادة ٧٦ من الدستور.. هي خطوة في الفراغ وليست خطوة إلي الأمام؟

لا هي إلي الأمام.. ولا هي إلي الخلف.. والنتيجة هي بقاء ملف التوريث مفتوحاً.. لأن الرئيس مبارك وبوضوح ليس مع فكرة تداول السلطة.. إنما هو مع بقاء الرئيس في الحكم حتي نهاية العمر.. وربنا يدينا العمر

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster