15.3.08

في الممنوع 18/9/2006


عن الانطلاقة الأولي للحزب الوطني الديمقراطي، قال صفوت الشريف في حوار أجرته معه «الأهرام»: ربما لم يكن لدينا في الأعوام السابقة كشف حساب فيه التزام، ولكننا وصلنا إلي وضوح رؤية حول مستقبل مصر، ممثلة في البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك.
وعنها قال الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني: الناس تتساءل: هل كانت هناك انطلاقة أولي وما هي؟ وما هي الانطلاقة الثانية التي رفعها الحزب الوطني شعارا له في مؤتمره السنوي الرابع الذي يبدأ أعماله غداً الثلاثاء؟

وقال الدكتور هلال: إن الانطلاقة الأولي كانت في الفترة من عام ٢٠٠٠ وحتي عام ٢٠٠٥، حيث تمت إعادة تشكيل الأمانة العامة للحزب الوطني ودخلها ٦ أشخاص جدد، منهم جمال مبارك وأنا.
وعنها أيضا قال جمال مبارك: إن الحزب الوطني عندما اختار شعار مؤتمره العبور إلي المستقبل والانطلاقة الثانية، وهو يعلم أن البعض سيخرج ليزايد متسائلا: أين الانطلاقة الأولى؟

ولأنني صاحب هذا السؤال.. ولأنني هو نفسه هذا الشخص الحشري الذي يزايد.. فإنني أقر وأعترف بأنني لم أفهم حتي الآن ما الذي تحقق من الانطلاقة الأولي، وربما هذا يرجع إلي قصور في فهمي وليس راجعا إلي أي تقصير من جانب قيادات الحزب الوطني ورموزه الكبيرة.
دعونا نفهم مثلا: هل استطعنا بالفعل التوصل إلي وضوح رؤية حول مستقبل مصر، كما قال صفوت الشريف؟ وكم متر مربع يري الأمين العام للحزب الوطني أمامه من مستقبل مصر؟ وما هو شكل الحكم في الفترة المقبلة؟ وإذا أجريت انتخابات رئاسية بعد عام واحد أو بعد عامين من الآن، فهل ستكون انتخابات رئاسية وتنافسية وحرة أم أنها ستكون مقصورة علي مرشح واحد ووحيد للحزب الوطني؟

هل هذا هو وضوح الرؤية حول مستقبل مصر السياسي؟ وهل هذه هي الانطلاقة الأولي كما يفهمها صفوت الشريف؟

أما إذا انتقلنا إلي تعريف الدكتور علي الدين هلال للانطلاقة الأولي.. فهو أسخف نكتة سمعتها علي مدي عمره كله.. هل دخول الدكتور علي الدين هلال إلي جانب جمال مبارك، ومعهما رجل الحديد أحمد عز إلي الأمانة العامة للحزب الوطني، هو الشرف الذي لا يدانيه شرف آخر.. وهو الانطلاقة التي حققها الحزب الوطني نحو مستقبل أفضل لمصر؟

أي مستقبل هذا يا دكتور هلال؟ مصر تستحق أكبر من هذا بكثير؟

وهل الانطلاقة الثانية ستكون في صعود أحد المبشرين بالحكم ـ جمال مبارك أو أحمد عز أو أنت نفسك ـ إلي كرسي الرئاسة؟

وهل كلام الدكتور هلال له علاقة بالتصريحات السابقة التي أدلي بها جمال مبارك يوم الخميس الماضي.. والتي أعلن فيها أن التعديلات الدستورية المقترحة في المؤتمر السنوي للحزب تستهدف إصلاحا سياسيا يمتد إلي الثلاثين سنة المقبلة.
يا قوة الله.. تمتد حتي الثلاثين سنة المقبلة، يا قوتك يا جمال! علي رأي زميلنا العزيز وائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة «صوت الأمة» الذي يردد كلمة «يا قوتك يا فلان» في اليوم الواحد أكثر من خمسين مرة.
هل يمكن الربط بين هذه الانطلاقات وبعضها البعض؟

الأولي بالوصول إلي الأمانة العامة للحزب الحاكم.. والثانية بالوصول إلي ما هو أبعد منها.. والثالثة هي حكم البلاد حتي سنة ٢٠٣٧؟

هل هذا هو وضوح الرؤية حول مستقبل مصر كما قال صفوت الشريف؟

مستقبل من في النهاية.. مستقبل الشعب والبلد.. أم مستقبلكم أنتم؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster