27.3.08

في الممنوع 11/12/2006


«حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية علي وشك الانتهاء منها خلال أيام».
هذا التصريح سمعته وقرأته علي لسان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية.. كما سمعته علي لسان الرئيس محمود عباس عدة مرات.

ثم لا يمضي يومان أو ثلاثة أيام.. وتصدر تصريحات علي لسان كل من إسماعيل هنية ومحمود عباس، تنفي التوصل إلي اتفاق.. وتعلن أن الاتفاق لايزال بعيد المنال.. وأن هناك نقاطاً خلافية لاتزال تبحث عن حل، وعن إجراء مزيد من المفاوضات والمشاورات.

وبين هذا وذاك.. خرجت عشرات التصريحات الأخري، التي تتحدث عن أسباب تأجيل تشكيل حكومة للوحدة الوطنية الفلسطينية.. فمنظمة «حماس» - كما أعلن إسماعيل هنية - تتمسك بحقيبتي المالية والداخلية.. ومنظمة «فتح» أعلنت - علي لسان الرئيس عباس - أن الخلاف يدور حول قدرة حكومة الوحدة الوطنية علي إنهاء الحصار الإسرائيلي للمدن الفلسطينية.

بصراحة.. لم أعد أفهم ما يقال، وما يصدر من تصريحات.. واعتقادي أن الطرفين يكذبان، وأن حقيقة الخلاف والسبب وراء فشل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، هو الصراع علي السلطة بين منظمتي «حماس» و«فتح».. ورغبة كل منهما في أن يمسك بالسلطة في يده.. وأن يكون لكل طرف سلطة اتخاذ القرار وحده.

هذا هو السبب في فشل حكومة الوحدة الوطنية، وهو صراع لا دخل للشعب الفلسطيني به.. ولا يصب في مصلحته.

لا «حماس» تفكر في مصلحة الشعب الفلسطيني، ولا حركة «فتح» ولا السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس أيضاً.. وكل منهما لا يريد حكومة الوحدة الوطنية، فكل منهما يريد الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم.

«فتح» لا تصدق أن «حماس» حققت انتصاراً عليها في الانتخابات التشريعية، وأنها فقدت أغلبيتها في المجلس النيابي.. و«حماس» تخلط الأوراق، ولا تعرف كيف تفرق بين المقاومة كخيار وحيد لها، وبين وصولها إلي الحكم.

«فتح» و«حماس» الآن تشكلان خطراً علي قضية الشعب الفلسطيني، لا يقل خطورة عما تفعله سياسة الاحتلال الإسرائيلي من قتل وحصار وتجويع للفلسطينيين.
لا «حماس» تريد حكومة الوحدة الوطنية.. ولا «فتح» أيضاً.

وما يدور علي الصعيد الفلسطيني، يدور مثله في كل من لبنان والعراق.. هو صراع علي السلطة بشكل أو بآخر، وهو صراع لا يصب في مصالح تلك الشعوب.

وللأسف.. فأنظمة الحكم العربية المتبقية - ومنها مصر - التي تتحدث عن الاستقرار علي أنه إنجاز، حققت هذا الاستقرار الوهمي بالقهر وبالديكتاتورية، وبزيادة قبضة الأمن وتدخله في كل شيء في حياة المواطن.. وليس بالتراضي وبالديمقراطية.

إما صراع علي السلطة، وإما ديكتاتورية سافرة أو مقنعة.. هذا هو حال العرب!
ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster