31.3.08

في الممنوع 17/12/2006


ما حقيقة الموقف المصري الرسمي من أزمة لبنان؟ أو كيف نفهمه؟

١- تؤيد مصر بقاء حكومة فؤاد السنيورة في السلطة.. وتعارض دعوة المعارضة اللبنانية لإسقاطها

٢- مصر محكومة في النهاية، من حيث البعد الدولي للقضية اللبنانية، بعدم مساندة حزب الله (صلب المعارضة اللبنانية).. لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبره وتتعامل معه علي أنه منظمة إرهابية.. وحاولت القضاء عليه من خلال الدعم غير المحدود الذي قدمته إلي إسرائيل في عدوانها الأخير علي لبنان.. فالهدف أولاً هو القضاء علي حزب الله.. ومن ثم خضوع لبنان إلي الهيمنة الإسرائيلية، وفصله نهائياً عن المسار السوري في أي تسوية سلمية.. والموقف المصري في ذلك تابع للموقف الأمريكي

٣- تخوف مصر من تقوية نفوذ حزب الله كحزب شيعي.. واعتقادها الخاطئ بأن هذا سيأتي علي حساب السُنة في العالم العربي.. وامتداد تأثير ذلك علي دول الخليج، خاصة السعودية

أكثر من هذا.. فهذا الاعتقاد الخاطئ يصل إلي درجة التعامل مع حزب الله علي أنه ليس لبنانياً.. وأن ولاءه إلي إيران.. فهو يضع مصالح إيران قبل مصالح لبنان

٤- عدم فهم مصر طبيعة نظام الحكم في لبنان، وتركيبته السياسية.. فنحن نريد أن نطبق المعايير والأسس التي يقوم عليها نظام الحكم في مصر.. علي لبنان

بمعني أن الديمقراطية في لبنان - بحكم الدستور - تسمح بنزول القوي السياسية (معارضة أو غيرها) إلي الشارع.. كما تسمح بحق هذه القوي في التظاهر السلمي.. واستخدام التظاهر كوسيلة ديمقراطية في تحقيق أغراض سياسية.. وهذا ما تفعله المعارضة اللبنانية حالياً.. لتحقيق مكاسب سياسية.. والوصول إلي ما يسمي بحكومة الوحدة الوطنية أو الاتحاد الوطني.. برئاسة السنيورة أو غيره

هذا الحق الطبيعي في لبنان - الذي تقبل به كل القوي السياسية (حكومة ومعارضة) ولا يمكن التراجع عنه - من غير المسموح به في مصر.. بل هو خط أحمر.. فأي نزول إلي الشارع سيواجه بالأمن المركزي.. وبقانون الطوارئ.. وبالاعتقال..
وبتوجيه الاتهام بتكدير السلم العام وإثارة البلبلة.. والتحويل إلي محاكمات عسكرية.. وقد يصل الحكم فيها إلي الإعدام.. لماذا؟ لأن مصر الرسمية تدرك أن مظاهرة مليونية في قلب القاهرة قد تنتهي بإسقاط نظام الحكم نفسه.. في مدة ٢٤ ساعة فقط

مصر تريد تطبيق مفهومها الضيق عن الديمقراطية (أو اللا ديمقراطية) علي لبنان.. ولا تريد أن تدرك الفروق الكبيرة بين نظام الحكم في مصر.. والنظام اللبناني الطائفي والمذهبي

٥- وأخيراً.. لا شك أن مصر تخشي علي لبنان من الفتنة ومن الحرب الأهلية.. إذا تطورت الأمور بشكل سلبي.. ومصر لا تريد ذلك بالطبع.. وتريد كل الخير للبنان وشعبه

هذه هي حقيقة الموقف المصري الرسمي من أزمة لبنان.. وهو كما نري.. سمك لبن تمر هندي.. ولله في خلقه - وفي بعض أنظمة الحكم - شؤون! ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster