14.3.08

في الممنوع 29/8/2006


لا أريد أن أشعللها أو أن أولعها.. علي رأي أحد المطربين الشعبيين.. بين الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية وبين الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق.

لكن التعبير المقتضب الذي استعمله الدكتور غالي في الحديث الذي أجرته معه «المصري اليوم» منذ أيام وهو: الضرب في الميت حرام.. جعلني أتساءل: لماذا لم يرد الدكتور الجنزوري؟ ولماذا يلتزم الصمت؟ ولماذا لا يخرج ما بداخله ويزيح ما فوق صدره؟ وما الذي يخشاه بعد أكثر من ٧ سنوات من خروجه أو إبعاده عن الوزارة؟
كما أن الدكتور الجنزوري أطال الله في عمره.. لايزال علي قيد الحياة.. ولم يحسب بعد في عداد الأموات.. ويستطيع أن يكشف عن حقيقة الخلاف بينه وبين الدكتور غالي.. أو علي الأقل يقول وجهة نظره فيه.. ثم يقول ـ إذا أراد ـ الدكتور غالي وجهة نظره.. ثم يصبح من حق الرأي العام ورجل الشارع استخلاص الحقيقة التي يراها هو.. وليست الحقيقة التي يراها كل طرف.

سألت «المصري اليوم» الدكتور يوسف بطرس غالي عن حقيقة خلافه مع الدكتور كمال الجنزوري.. فقال: إنه تاريخ.. سيبوه في حاله.. الضرب في الميت حرام.
ثم قال تعقيبا علي سؤال آخر له علاقة بما سبق: أنا رأيي أن الاختلاف في الرأي داخل الحكومة يجب أن يبقي داخلها وفي الغرف المغلقة.. والشارع ليس من حقه أن يعرف ذلك إلا بعد أن أكتب مذكراتي بعد ٣٠ سنة.

وقد أتفق مع الدكتور غالي في أن بعض الخلافات داخل مجلس الوزراء يجب أن يبقي بعيدا عن رجل الشارع، وأن يظل داخل الغرف المغلقة.. لكن هناك خلافات وقضايا لا يجب أن تبقي بعيدة عن الشارع ومن المصلحة أن يعرفها الرأي العام.. وأتصور أن خلاف الجنزوري مع يوسف بطرس غالي من هذا النوع الأخير الذي لابد من الكشف عنه وليس الانتظار ٣٠ سنة قادمة.. عندما يتفضل ويتكرم الدكتور غالي بكتابة مذكراته.. بعد أن تكون الشيخوخة أو الزهايمر قد زحف علي ذاكرته وأكل وشرب منها.

ولأنني كتبت في موضوع هذا الخلاف كثيرا.. فتقديري أنه لا يحتاج إلي ٣٠ سنة للكشف عنه.. بل يمكن الكشف عنه الآن.. ومن ثم إغلاق هذا الملف تماما بعد ذلك.

والخلاف في جوهره كما أعلم.. لا يدور فقط حول الاختلاف بين مدرستين اقتصاديتين.. وبين مناهج ورؤي ونظريات اقتصادية.. فالخلاف يمتد إلي ما هو أبعد من ذلك بكثير.. وبلغ حده الأقصي وهو أن رئيس الوزراء ـ الجنزوري ـ لم يكن يثق بأحد وزرائه ـ غالي ـ وكان يخفي عنه الأوراق والملفات الاقتصادية ولا يشركه فيها ولا يطلعه عليها.. بدافع وطني.. كما أن الخلاف امتداد إلي قناعة رئيس الوزراء بأن الطريقة التي يجري بها وزير الاقتصاد مباحثاته مع المؤسسات الدولية تضر بمصالح مصر وتسببت في خسائر فادحة لها.
صحيحة أم غير صحيحة هذه الاتهامات.. فهذا يرجع إلي ما سيقوله كل طرف وما سيكشف عنه.
فهل يتحدث «الميت» ويخرج عن صمته؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster