15.3.08

في الممنوع 13/9/2006


إلي الزملاء المشاركين في الاجتماع الذي دعا إليه مجلس نقابة الصحفيين يوم السبت المقبل.. لمناقشة ما آلت إليه أوضاع الصحافة المصرية من ترد في لغة الخطاب.. والاتفاق علي وضع مجموعة من القواعد والمعايير التي تضبط الإيقاع الصحفي وإعادته إلي نغمته الصحيحة.. إليهم جميعاً أهدي هذه القصة ذات المغزي

منذ ٥ سنوات تقريباً دعاني عمرو موسي، أمين عام الجامعة العربية إلي العشاء علي المركب الثابتة أمام فندق شيراتون الجزيرة.. وضمت المائدة كلاً من الدكتور مصطفي إسماعيل عثمان وزير خارجية السودان، وأسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، والدكتور ميلاد حنا، والدكتورة إجلال رأفت الأستاذة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والمهتمة بالشأن السوداني، والدكتور أحمد عبدالحليم - رحمه الله - سفير السودان في القاهرة.. ولست متأكداً ما إذا كان الدكتور مصطفي الفقي قد شاركنا الدعوة أم لا

وفي اللقاء اختلط الجد مع الضحك.. والمناقشات الجادة مع الفكاهة والقفشة.. وأذكر أنني لفت نظر أسامة الباز إلي الصوت الخارج من إحدي المراكب الشراعية التي كانت تسير بالقرب منا.. وهو للمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم.. بأغنيته الشهيرة: باحب عمرو موسي وباكره إسرائيل

وعلق الباز مازحاً - موجهاً كلامه إلي عمرو موسي - بيغظنا يا سيدي، أي أن عمرو موسي اتفق مع صاحب هذه المركب لكي يسمعنا أغنية شعبان عبدالرحيم عنه.. وضحك الجميع

وأثناء سخونة المناقشات.. قال لي الدكتور أحمد عبدالحليم: هؤلاء هم سبب الأزمة في العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة والخرطوم

ولم يكن يقصد بهؤلاء.. الدكتور ميلاد أو الدكتورة إجلال وبالطبع لم يقصدني.. إنما قصد بكلمة «هؤلاء»: عمرو موسي وأسامة الباز ومصطفي إسماعيل عثمان.. وربما قصد الرسميين في كلا البلدين.. فهم السبب في تدهور العلاقات المصرية السودانية فترة طويلة من الوقت.
انتهت القصة، ويستخلص منها أن الزملاء المشاركين في اجتماع السبت المقبل الذي دعا إليه نقيب الصحفيين جلال عارف.. من رؤساء تحرير للصحف القومية والحزبية والمستقلة وبعض النقابيين هم السبب في الأزمة التي تعاني منها الصحافة المصرية حالياً.. فإذا كان هناك من يبتز فهو يجلس داخل الاجتماع.. وإذا كان هناك من يسب ويقذف فهو داخل هذا الاجتماع.. وإذا كان هناك من تجاوز وأساء إلي سمعة الصحافة فهو داخل الاجتماع.
فكيف لمن ابتز وسب وقذف وتجاوز أن يطالب بإصلاح أوضاع الصحافة وبتلقين الآخرين دروساً في الوطنية وفي النزاهة والالتزام بميثاق الشرف الصحفي؟

أعتقد أن هذه هي المشكلة الحقيقية التي ستواجه هذا الاجتماع.. وحلها في أن يعترف كل من أساء وتجاوز بأخطائه وعلناً أمام الجميع

هذا هو الشرط الأول لنجاح هذا الاجتماع وللخروج منه بنتائج مرضية.. أما الشرط الثاني فهو أن نبتعد بالسياسة عن الاجتماع.. فلا يتحدث أحد بأسماء أشخاص آخرين.. أو تحت عباءتهم

وخلاصة الأمر.. أن هذا الاجتماع ليس في حاجة إلي الاتفاق علي وضع معايير أخلاقية تلتزم بها الجماعة الصحفية.. فهذه القواعد والمعايير معروفة للجميع.. والمطلوب فقط تطبيقها واحترامها.. ونقابة الصحفيين تطبق ما تقدر عليه.. وما لا تقدر عليه تتحمل مسؤوليته الدولة.. فهي المسؤولة عن هذا الانفلات.. بفساد مؤسساتها ورموزها الكبيرة.. وبعدم رغبتها في الإصلاح الحقيقي.. وبعجزها عن مواجهة المشكلات وسوء إدارتها للأزمات.. فيكون البديل هو ما نشهده اليوم من تجاوز وانهيار في القيم والأخلاق.. ليس علي مستوي الصحافة فقط وإنما علي مستوي المجتمع كله

لذلك.. علي من يطالب بمحاسبة الآخرين أن يحاسب نفسه أولاً.. والحرص علي وحدة الصحفيين والحفاظ علي نقابتهم هو خط أحمر.. أعتقد أن الغالبية العظمي من الجماعة الصحفية لن تسمح بالخروج عليه بغض النظر عن نتائج هذا الاجتماع

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster