13.3.08

في الممنوع 22/8/2006

لست مع الفتوي التي أصدرها الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي، والتي أباح فيها قتل اليهود وتعقب الإسرائيليين في كل مكان من العالم.. حتي ولو كان هؤلاء اليهود هم الذين يقدمون لإسرائيل الدعم ويشجعونها علي عدوانها ضد الفلسطينيين واللبنانيين، وعلي الاستمرار في سياستها العنصرية القائمة علي العنف والإرهاب واغتصاب حقوق وأراضي العرب

والدكتور صفوت حجازي بنفسه اعترف بأنه مستعد للتراجع عن فتواه إذا ثبت أي خطأ بها.. وقال: إن بعض كبار علماء الدين وفي مقدمتهم الدكتور يوسف القرضاوي اختلفوا معه في فتواه وصححوها له.
إلي هنا كان من المنتظر أن يغلق ملف صفوت حجازي.. لا أن يأخذ أشكالاً وأبعاداً أخري.. مثل منعه من الخطابة في المساجد بسبب فتواه سالفة الذكر

وقرار المنع صدر من الأمن.. ونفذته وزارة الأوقاف.. فهذا الملف بالكامل مثل العديد من الملفات الأخري تتحكم فيها أجهزة الأمن.. وأبسط شيء بالنسبة لها هو.. المنع أو الاعتقال.. أو هو الحل المريح بالنسبة لها.
وهذه قضية أخري.. لكن القضية الأساسية هي: لماذا صدرت مثل هذه الفتوي المتطرفة عن الدكتور صفوت حجازي؟

في تقديري أنها صدرت عنه.. لأنه مثل أي مواطن مصري أو عربي شعر بالخزي والعار من مواقف الحكومات العربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي علي لبنان. والتي التمس بعضها الأعذار والمبررات في بداية الحرب لإسرائيل.. كما شعر صفوت حجازي بالعجز أمام ما يجري أمامه.. بعد العجز العربي الرسمي

هذا العجز هو الذي دفع صفوت حجازي إلي إصدار فتواه.. ودفع المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف إلي التصريح بأن بعض القادة العرب أشد خطراً علي الأمة من الإسرائيليين.. وأنه لولا توحيدهم بالله لقتلناهم.
العجز يولد الكفر أحياناً.. وليس الفقر فقط.. ومثل هذه المواقف المتطرفة هي نتيجة طبيعية لعجز الحكام وفشلهم علي مدي عقود طويلة في تحقيق حلم السلام المزعوم.. وعجزهم من ناحية أخري عن مواجهة إسرائيل وردعها ووقف عدوانها.. فالسلام يحتاج إلي قوة تحميه.. وبعض العرب ومنهم مصر استكانوا إلي السلام.. ثم تركوا إسرائيل ترتع وتعربد في المنطقة كلها.. بدعوي كما يقول البعض بأنها لم تعد لها مشكلة مع إسرائيل

وما صدر من فتاوي متشددة ومتطرفة هو الجانب الضئيل الذي ستترتب عليه نتائج الحرب علي لبنان.. فالجانب الأكبر لم يظهر بعد.. والذي سيظهر في صورة عنف وتطرف وجماعات إرهابية مسلحة.. وتكفير الحكام والحكومات من جديد.. وما كل ذلك سوي رد فعل للمواقف المخزية للأنظمة والحكومات العربية.
لاتلوموا صفوت حجازي عن فتواه.. فالرجل أعلن استعداده عن التراجع.. ولكن لوموا العجز، والفشل العربي الرسمي، الذي يتحمل مسؤوليته كاملة الحكام العرب.. ومصر تتحمل القدر الأكبر من المسؤولية.. فهل الحكام العرب مستعدون للتراجع عن مواقفهم أيضا؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster