18.3.08

في الممنوع 31/10/2006


لا أعرف هل الدستور يسمح بأن يكلف الرئيس حسني مبارك أحد المسؤولين، بإلقاء كلمته بالنيابة عنه في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة يوم ١١ نوفمبر الجاري؟

وإذا لم يكن هناك مانع دستوري أيضاً.. فلا داعي لأن يلقي هذا الشخص المكلف بإلقاء أي كلمة نيابة عن الرئيس.. إذ يكتفي بحضوره إلي البرلمان

علي مدي الخمس والعشرين سنة الماضية، يذهب رئيس الجمهورية إلي البرلمان في افتتاح كل دورة برلمانية جديدة.. ويقوم سيادته بإلقاء خطاب.. يوصف عادة بالتاريخي.. ويتضمن عدة تكليفات إلي الحكومة.. هي صورة طبق الأصل من تكليفات السنة التي سبقتها.. ومن التكليفات التي صدرت منذ ٢٥ عاماً.. ويعلن الرئيس عن بدء مرحلة جديدة من العمل الوطني.. بعد أن تكون مرحلة قد انتهت.. وهكذا دواليك.. مراحل تنتهي وأخري تبدأ

نفس التكليفات.. لم يتغير منها شيء تقريباً.. فلماذا وجع الدماغ؟ ولماذا ذهاب الرئيس إلي البرلمان، ولماذا إلقاء خطاب تاريخي أو غير تاريخي؟ ولماذا صدور تكليفات إلي الحكومة إذا كان لا ينفذ منها إلا القليل؟ ولماذا ولماذا...؟

ولا توجد مشكلة إذا كان الدستور ينص علي ضرورة ذهاب رئيس الجمهورية إلي البرلمان في بداية كل دورة.. وأن يلقي خطاباً أمام نواب الشعب.. فهي مشكلة ليست مستعصية علي الحل.. أمام عقلية جبارة كالدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب.. ولا أمام الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية.. ولا أمام صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري.
ويستطيع أي من هؤلاء أن يخرِج من مواد الدستور أو يفسرها علي حساب ما يريد رئيس الجمهورية.. فإذا أراد الرئيس الذهاب إلي البرلمان.. فالدستور ينص علي ذلك.. وإذا لم يرغب الرئيس في الذهاب.. لأن سيادته زهق من كثرة الذهاب.. ومن كثر التصفيق له.. وضاق بالنفاق.. وعدم استجابة الحكومات للتكليفات التي يصدرها.. والتي لا يحاسب البرلمان الحكومة علي عدم تنفيذها.. فالدستور لا يلزم الرئيس بالذهاب.. ويمكنه أن يكلف أحداً غيره بالحضور بالنيابة عنه

فلا توجد مشكلة دستورية.. ونواب الحزب الوطني جاهزون بالموافقة علي أي شيء.. رايح جاي

المشكلة هي في الجدوي من ذهاب الرئيس إلي البرلمان.. والجدوي من صدور التكليفات.. والجدوي من مراحل العمل الوطني التي تحترق، ولا نعرف أين ذهب وقودها.. فهذه المراحل قادتنا إلي فساد وإلي ضعف لدور مصر الداخلي والخارجي.. ثم المشكلة في أن هذا اليوم - ١١ نوفمبر الجاري - سيشهد أزمة مرورية حادة.. نحن في غني عنها

أرجوك يا سيادة الرئيس.. لا تذهب إلي البرلمان.. حرصاً علي صحتك.. وعلي راحة المواطنين

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster