13.3.08

في الممنوع 18/8/2006


قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية - حسبما نشرت صحيفة «الأهرام» - إن قيام مصر بتجميد معاهدة السلام مع إسرائيل يعني العودة إلي سابق المعاهدة.. أي إعلان حالة الحرب

وقال في تبريره لذلك: إن مصر تحترم تعهداتها والتزاماتها، وإن سحب السفير المصري من إسرائيل لن يؤدي إلي شيء.. ولن يحقق أي مكاسب.
والسؤال: هل إلغاء المعاهدة أو تجميدها يؤدي فعلاً - كما قال أبوالغيط - إلي إعلان حالة الحرب مع إسرائيل؟

وسؤال آخر: لو حدث العكس.. بمعني أن إسرائيل هي التي قامت لسبب أو لآخر بإلغاء المعاهدة أو تجميدها.. هل ستعتبر مصر ذلك إعلان حالة الحرب عليها؟

هل ستتعامل مصر مع هذه الخطوة علي أنها عدائية.. وتصدر القيادة السياسية أوامرها بشن الحرب علي إسرائيل؟

الإجابة بالقطع هي: لا.. مصر لن تفعل ذلك، ولن تُفكر في ذلك، والقيادة السياسية لن تُصدر أوامرها وتعليماتها للقوات المسلحة بإعلان الحرب علي إسرائيل.
إذن.. لماذا قيام مصر بتجميد معاهدة السلام يعني إعلان الحرب علي إسرائيل.. بينما لا يعني قيام إسرائيل بتجميد المعاهدة إعلان الحرب علي مصر؟

هذا يعني أن هناك شيئاً خطأً.. وأن هذا الخطأ هو في الموقف المصري وفي التقديرات المصرية.. وأن مصر تتصرف بحساسية شديدة تجاه هذا الأمر، وتحرص علي عدم إزعاج إسرائيل، وعدم استفزازها بأي صورة من الصور.. وبالتالي أصبحت معاهدة السلام قيداً علي مصر وعلي حركتها الدبلوماسية، وحتي علي أمنها القومي.
وقد يكون صحيحاً ما قاله أحمد أبوالغيط، من أن إسرائيل قد تتصرف علي النحو الذي أشار إليه وتحدث عنه وزير الخارجية.. عندما نفكر - لا سمح الله - في تجميد المعاهدة.. ولكن لماذا العكس ليس صحيحاً؟ لماذا لا نفكر نحن كما تفكر إسرائيل؟

إن هذا التفكير وهذا المنطق الذي تحدث به وزير الخارجية.. يعني السماح لإسرائيل بأن تُعربد كما تشاء، وكما يحلو لها في المنطقة وأن تعتدي علي هذا البلد العربي الشقيق، وأن تُهدد بلداً عربياً آخر.. وحتي تنتهك حُرمة الأراضي المصرية منذ عدة سنوات، دون أن يكون لمصر موقف أو رد فعل من أي نوع.. خشية أن تفهم إسرائيل أن هذا يعد خرقاً أو تجميداً لمعاهدة السلام معها.. وبالتالي يكون من حقها إعلان الحرب علينا.
لماذا معاهدة السلام تشكل قيداً علي مصر، ولا تشكل قيداً علي إسرائيل؟

هل يملك وزير الخارجية الإجابة عن هذا السؤال؟ وهل يكشف لنا لماذا نحن خائفون ومضطربون ونشعر بالعجز؟

إن معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، أصبحت تُشكل تهديداً للأمن القومي المصري، لأنها مرهونة بإرادة طرف واحد هو إسرائيل.. هو الذي يحدد شروطها وحدودها وأبعادها

وفي الوقت الذي تملك فيه مصر قرارها بتجميد المعاهدة أو بعدم تجميدها.. سيكون هو الوقت الذي نشعر فيه بحرية حقيقية واستقلال حقيقي.. وهذه الحرية وهذا الاستقلال، لهما علاقة مباشرة بحرية المواطن في الداخل وبحقه في الاستقلال عن أن يحكمنا حزب واحد إلي الأبد دون إرادة منه

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster