9.3.08

في الممنوع 21/6/2006


منذ عدة أسابيع وافق البرلمان الجزائري عن طريق الأغلبية بداخله علي إدخال تعديل دستوري يسمح للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالترشيح لمنصب رئيس الجمهورية للمرة الثالثة، حيث إن الدستور لا يسمح بالترشيح سوي لمرتين فقط

والرئيس بوتفليقة اقترب من السبعين وربما تجاوزها، ويعاني من ظروف صحية صعبة، تستدعي السفر إلي باريس كل فترة للعلاج، ومع ذلك فقد وافق البرلمان الجزائري بناء علي رغبته علي أن يبقي في السلطة فترة ثالثة

أليست هذه قمة المأساة أن يفكر الرئيس بوتفليقة وأن يوافق البرلمان علي فترة ثالثة في ظل ظروف الرئيس الصحية المتدهورة

وفي اليمن المشهد يتكرر بصورة أخري، فقد أعلن الرئيس علي عبدالله صالح في ١٧ يوليو ٢٠٠٥، عدم رغبته في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، بالرغم من أن الدستور اليمني يسمح له بحق الترشيح لفترة رئاسية أخري، تنتهي في عام ٢٠١٣

لكن المنظمات والنقابات اليمنية لها رأي آخر، ورغبة أخري، وطلبت من الرئيس صالح أن يتراجع عن قراره، وقررت ممارسة ضغوطها عليه لكي يرشح نفسه، بدعوي أن اليمن في حاجة ماسة لقيادته الحكيمة ولمواصلة مسيرة البناء والتنمية التي قادها بكل حنكة واقتدار، مثل كل الرؤساء العرب، فكلهم ـ يا ربي ـ قادوا بلادهم بحنكة واقتدار، وكلهم بلادهم في حاجة ماسة إليهم، والمواطن العربي في كل عاصمة عربية، في القاهرة وصنعاء وطرابلس ودمشق... إلخ، يسأل نفسه: ماذا كان مصيرنا وماذا كنا نفعل دون حكمة وحنكة واقتدار هؤلاء الرؤساء؟

وجاءت ضغوط المنظمات اليمنية قبل يوم واحد من المؤتمر الاستثنائي للحزب الحاكم في اليمن، الذي سيقرر اليوم الأربعاء تسمية مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن المنتظر أن يتراجع الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره بعدم رغبته في الترشيح، وأن يعلن استجابته لهذه الضغوط الشديدة وقبوله قرار المنظمات والنقابات اليمنية

الطريف هو ما أشار إليه مراسل «الأهرام» في صنعاء الزميل إبراهيم العشماوي، من إعلان ما يسمي باتحاد شباب اليمن بمحافظة «صعدة» برفع دعوي قضائية ضد الرئيس اليمني إذا لم يرشح نفسه

فكرة جديدة وعبقرية، لم نسمع بها من قبل.. وربما نسمع بها في مصر أو في بلدان عربية أخري عن تنازل بعض الذين أعلنوا عن عدم وجود نية أو رغبة لديهم في أن يرشحوا أنفسهم في انتخابات رئاسة الجمهورية.
والرئيس علي عبدالله صالح لن يخذل شباب اليمن، ولا كل الأصوات التي تطالبه بالاستمرار في حكم البلاد لفترة رئاسية جديدة، أما إذا تمسك الرئيس صالح بقراره السابق، فهذا ـ في رأيي ـ هو القيادة الحكيمة، وهذا هو الحنكة والاقتدار في حكم البلاد، مع احترامي لرأي الشعب اليمني ومنظماته ونقاباته وشبابه؟

الحنكة والحكمة هما أن يعرف القائد متي يظهر ومتي يختفي عن الصورة ومتي يصبح مواطناً عادياً؟

هل يفعلها الرئيس علي عبدالله صالح؟

الإجابة سنعرفها اليوم

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster