11.3.08

في الممنوع 23/7/2006


في هذه القصة القصيرة يلخص المهندس ياسر محمد توفيق.. حال الوضع العربي الراهن في كل من لبنان وفلسطين وحال الصراع العربي الإسرائيلي كُله

كتب يقول: ذهبت امرأة لعوب إلي عمدة قريتها تشكو من جارها الشرير، الذي يغتصبها كل يوم في وجود أطفالها

فنظر إليها العمدة من أسفل إلي أعلي وسألها: هل لا تستطعين دفع أذاه؟ فأجابت علي الفور: لا

فقال لها: لا بأس في هذه الحالة أن تمتنعي عن مقاومته.. بل يمكنك أيضاً أن تتمتعي بوقتك معه تجنباً لمزيد من شره!
فاستراحت المرأة لإجابته وابتسمت وسألته: وماذا عن أطفالي الذين يبكون؟ فأجاب: احكي لهم حكايات مسلية، حتي يذهب عنهم الخوف ويناموا!
وتقريباً هذه هي قصتنا نحن الشعوب العربية (الأطفال) مع حكوماتنا (المرأة اللعوب) أما الجار الشرير، فهو (إسرائيل) وبالطبع فأمريكا هي (العمدة)!
الفارق الوحيد أن حكوماتنا تتمتع بأوقاتها مع الجار.. لكنها تحكي لنا حكايات لا تجلب النوم بل تجلب الهم والغم والإحباط

بعث المهندس ياسر توفيق بهذه الرسالة إلي قبل أن تعقد كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية مؤتمرها الصحفي أمس الأول.. وتطرح فيه شرق أوسطها الجديد.. علي خلفية الأحداث الجارية في كل من لبنان والأراضي المحتلة والعراق.. وعلي خلفية أن الحكومات والأنظمة العربية الرئيسية في المنطقة.. استراحت لما تفعله إسرائيل من ضرب وقتل وتدمير في كل من لبنان والأراضي المحتلة.. طبقاً لنصيحة أو لضغط الإدارة الأمريكية عليها.. غير عابئة تلك الحكومات بغضب شعوبها أو تحركها وخروجها إلي الشوارع والساحات والميادين.. منددة بصمت حكوماتها تجاه العدوان الإسرائيلي، الذي فاق في قسوته كل الحدود والقوانين والأعراف.. في ظل مباركة المجتمع الدولي، الذي اختلطت أمامه المعايير وأصبح ينظر إلي المواطن العربي المقاوم علي أنه إرهابي.. إذا لم يستسلم ويركع ويخنع ويصبح بلا كرامة في وطنه.. وعلي استعداد للتفريط في أرضه وعرضه وكرامته

والحكومات العربية ليست مضطرة إلي أن تحكي لشعوبها حكايات مسلية عندما تبكي.. حتي تنام ويذهب عنها القلق والخوف.. فهي تعاملها بقسوة وتقهرها وتقتل أشرف مواطنيها.. ولا تعيرها اهتماماً.. ولا تعترف بوجود رأي عام فاعل لديها.. ولا تحسب له أي حساب عند اتخاذ القرار السياسي.. فكل الاحترام والتقدير والتبجيل والخوف لأمريكا (العمدة)، الذي تخشي غضبه وبطشه وانقلابه عليها.. والذي أعطي للجار الشرير (إسرائيل) الحق في انتهاك خصوصيات وحُرُمات تلك الحكومات.. التي استسلمت لرغبات هذا الجار الشرير.. وأصبحت لا تفكر في مقاومته.. بل تحولت إلي إمرأة لعوب تستمتع بوقتها معه

هذا هو حال العرب اليوم.. حكومات تقوم بدور امرأة لعوب.. وجار شرير هو إسرائيل.. وأطفال يمثلون دور الشعوب العربية.. وبلطجي يعطي الأوامر هو أمريكا.. ولا مكان في ظل هذه المعادلة التي سيجري الاعتراف بها وترسيمها وتعميدها في مؤتمر روما الذي سيعقد يوم الأربعاء المقبل.. لأي صوت معارض أو مقاوم.. لأنه إرهابي.. ولا صوت يعلو علي صوت الانبطاح والخنوع والقيام بتمثيل الأدوار القذرة في تلك اللعبة الجديدة، التي اسمها الشرق الأوسط الجديد أو كونداليزا رايس

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster